لطالما تصدّر - البدر - أحد أبرز قائمة الأسماء الطليعية في الشعر عند كل رفيع ذائقة منصف قبل أن يُوثِّق - كل ما سلف - المنظور النقدي الرصين، أو الآراء الانطباعية التي تتفق على مزيّة (إبداعه المضيء) رغم تنوّع أصحاب هذه الآراء واختلافهم في المكان والزمان بلغة الجغرافيا وتوقيت عقارب الساعة - ونمطية - التقويم الذي يصنّف الأيام بأرقامها، وأشهرها، وفصول سنتها الأربعة.
حينما أشرقت كلمات المداد الألماسي لأرض الوطن الغالي المملكة العربية السعودية (فوق هام السحب لو كنتي ثرى) لم يمتطِ - صهوة التفرّد إلا البدر - وحينما تجلّت رقّة نجوى المحب الصادق.. (أسهل من الكذبة على شفّة طفل.. فرقا الأحبة يا هوى.. أجمل من الحلم اللي ودِّي لو كمل.. كانت ليالينا سوى) كان هذا العاشق - المختلف - البدر.. وحينما (تباهت) الساحة الشعبية السعودية بتفردها في الحراك الثقافي (والأدبي) على وجه الخصوص منه كانت شارة القيادة فوق صهوة الخروج عن النمطية تحمل - إمضاء البدر - في علم البديع والمعاني حينما صهل ذات قصيدة:
إنتي مثل قمراء على صفحة الماء
له صورةٍ عندي وهي بالسماء فوق
.. ويطول الحديث الذي يتسامق مع قامة تميزه المُشرِّفة.. ولَعلِّي أُشير - لجزئية هي - غيض من فيض - من وعي هذا الشاعر الكبير وثقافته الغزيرة، وشفافيته الآسرة، وتعاطيه الراقي مع الآخر حينما - أسدى - درس بلغة التلميح لا التصريح حتى لا يكون هذا الإسداء يحمل نصيحة مجردة من الإيثار دون أن يقترن بـ(درس كبير للشعر والشعراء) الذين يعانون من (إشكالية البحث عن النجومية الزائفة) من خلال الشعر (لأن هالكذبة ما يصدقها إلا من يكذب على نفسه قبل الآخرين) فالنجومية يصنعها - الشعر الحقيقي - كغاية وليست وسيلة بدليل أن الأمير بدر بن عبدالمحسن يقول إنه لم يكتشف نجوميته - إلا من خلال شعره المؤثر وتحديداً - أحد نصوصه - وبالتالي فإن مضامين قوله ما فحواه: إن من يسعى للحضور دون أن يكون في جعبته شعر حقيقي لن يكون نجماً بأي حال، بدليل أن الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن ليس على صلةٍ ببعض وسائل التواصل الاجتماعي (وأرقام متابعيها الوهمية الفلكية..!) ومع هذا يحظى بنجومية طاغية تفوق كل أصحاب هذه الأرقام وبالتالي (ما يصح إلاَّ الصحيح).
وقفة للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن:
يا صاحبي طالت عليّْ المسافه
كل ما نشدتك قلت لي الدرب قدَّام
وَعدك مثل باكر أحبه واخافه
ولا ينقضي باكر على مر الأيام
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com