بالتزامن مع الذكرى الثانية للثورة المصرية بعث عدد من العلماء والمفكرون الإيرانيون رسالة إلى الرئيس المصري محمد مرسي تتضمن التجارب الفذة التي اكتسبتها الثورة الإسلامية في إيران لا سيما في مرحلة بناء نظام الحكم، مؤكدين استعدادهم في وضع ما يملكون من تجارب وخبرات علمية هائلة تحت تصرف الحكومة المصرية، الجيش المصري يتسلم أمن “بورسعيد” لتهدئة الأوضاع بعد انسحاب الجهاز الأمني ليعلن بعد ذلك أنه مؤسسة قتالية وليس مؤسسة أمنية ولن يحل محل رجال الأمن من وزارة الداخلية، ما السبب خلف ضعف أداء الجهاز الأمني؟ وهل دقت ساعة الصفر أجراسها لإنشاء الحرس الثوري المصري؟ وما هي المهام المنسوبة إليه؟
الجهاز الأمني لن يكون قادراً على المواجهة حتى وإن هدأت الأوضاع في المحافظة وعاود الجهاز الأمني إلى تسلم مهامه، وسنجد أن الانسحاب سوف يتكرر في حال حدوث مواجهات قادمة والسبب خلف ضعف أداء الجهاز الأمني لم يأت بسبب المواجهات مع الشعب فقد اعتاد على ذلك منذ الأنظمة السابقة، لكن السبب يعود إلى المواجهات اليومية المتزايدة والتي برزت منذ تسلم الإسلاميين زمام الأمور وانتهاج الحكومة المصرية لسياسة غض البصر وصم الأذان وعدم التجاوب مع مطالب الشعب، علاوة على ذلك سعي الحكومة إلى سكب الزيت على النار ليس من أجل شيء بقدر ما هي محاولة إلى زيادة وتيرة المواجهات الشعبية مع الجهاز الأمني حتى يعلن الأخير عدم القدرة على المواجهة ومن ثم الانسحاب حتى يكون من السهل العمل على إنشاء البديل.
وأما عند الحديث عن المهام المنسوبة للحرس الثوري المصري بعد إنشائه نجد أنها تتعلق حول حفاظ جماعة الإخوان المسلمين على كرسي السلطة من خلال الدفع بالحرس الثوري إلى قمع الاحتجاجات المنددة بالحكم الإخواني، والعمل على زرع بذور الديكتاتورية الإخوانية ومن ثم الاحتفال بتنصيب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين مرشدا على مصر،، وأما عن المهام الخارجية نجد أن العمل على إثارة الفوضى في بعض الدول وخاصة الدول الخليجية من أولى أولويات المهام إيمانا بأن هذه الدول تقف خلف ما يحدث الآن في الأراضي المصرية.
ختاماً: الدولة المصرية اليوم أصبح المشهد الغاضب بداخلها غير قابل للاحتواء، وبدأت بوادر رفع شعارات إسقاط النظام ظاهرة للعيان، والأيام القادمة لن تكون مرحلة لقطع الوعود أو تنفيذها ولن تكون مناسبة لشعارات بث روح الطمأنينة بين صفوف الشارع المصري،، بل ستكون مرحلة شد وجذب يتخللها العنف بين جماعة وشعب بأكمله، لكن يبقى احتمال إرجاح الكفة إلى جماعة الإخوان المسلمين أمر وارد وسيكون للحرس الثوري المصري دور فاعل في ذلك، إذا لم يتفان الجيش المصري إلى تأدية مهامه كاملة والتي تتضمن الولاء للشعب قبل أي شيء.