عندما تشاهد تغطية قناة (سي سي تي في) الصينية واحتفاءها بالمواطن السعودي (عشوان الدوسري) وبابتكاراته التي اختار الصين لتطبيق النماذج فيها، تعرف كيف أن للإعلام دوراً مهماً في تتبع المبتكرين والمخترعين وتقديم إنجازاتهم للعالم!
عشوان أخبرني أن وسائل الإعلام الصينية هي التي اتصلت به مباشرة بعد تسجيل ابتكاراته في مكتب (الابتكار الصيني) تمهيداً للحصول على أذن بتطبيقها وتصنيعها، حاوروا الشاب القادم من قلب الصحراء بأفكار عالمية، الأفكار تم تسجيلها مسبقاً في السعودية، وجار تطبيق جزء منها الآن، إلا أن التسهيلات والدعم الذي عرض عليه من قبل جامعات صينية ومراكز بحث، جعله يتمسك برأيه والعودة (بأفكاره) إلى المملكة!
الرجل باع منزله وسيارته من أجل تطبيق أفكاره (للسلامة والإنقاذ) على أرض الواقع وفي أحد المباني الحكومية بالرياض، واعتمادها من قبل مؤسسات عالمية لأن الدعم الذي قدّم له لا يكفي لبناء (نموذج) عملي يمكن اعتماده!
الغريب أن (الدفاع المدني) مشكوراً يؤيِّد أفكار (عشوان)، ومنحه الخطابات والتسهيلات اللازمة لتطبيق (الأفكار)، ولكن مهما كانت النتائج لا يمكن اعتمادها أو تطبيقها أو حتى تبنيها، بحجة أن هناك معايير عالمية متفق عليها والدفاع المدني ملتزم بها، ولا يمكن اعتماد خطوات جديدة إلا بعد اعتمادها من المجالس والمنظمات العالمية، وأن أفكار الشاب السعودي ليست معتمدة حتى الآن؟!
السؤال: لماذا لا يتبنى الدفاع المدني هذه الأفكار التطويرية في عمليات إخماد الحرائق والإنقاذ؟! ويقوم بإجراء التجارب اللازمة لها ويشرف عليها، ليتم تقييمها ومعرفة مدى صلاحيتها، وتقديمها للمنظمات العالمية المعنية بالسلامة والحماية المدنية (باسم المملكة) بعد حفظ حقوق المبتكر السعودي، لتسجيلها واعتمادها من ضمن خطوات السلامة؟!
الصينيون عرضوا دعم الأفكار السعودية، بشرط المشاركة في الحقوق، والمبتكر يقدّم لنا الأفكار جاهزة، لنطبقها ونسجلها باسم المملكة، فماذا ننتظر؟!
بالمناسبة جهة أكاديمية سعودية (تقوم بتصنيع سيارة) طلبت منهم تصوير الابتكار وعرضه، قالوا لا نريد الإعلام المحلي لأنه يقتل أفكارنا، وتجاربنا معه مريرة!
عندما نعرضها في وسائل الإعلام الأجنبية ونحتفي بها، سنتصل بك لاحقاً!
الصورتان فيهما (عقدة العالمية)!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com