أولت مؤسسة البريد السعودي جل اهتمامها لمشروع تثبيت عناوين البريد للمباني. ولقد مرت عملية الترقيم بمراحل عدة استغرقت الكثير من ساعات العمل إلى أن وصلت لما هي عليه الآن. واليوم أصبح كل مبنى يمتلك عنوان بريدي محدد ومرقم يمكن استخدامه لإيصال البريد بكل سهوله ويسر. وبالمقابل فإن كل جهاز موصول على شبكة الإنترنت، مثل الأجهزة المحمولة والهواتف بجميع أشكالها تحتاج لعناوين انترنت (IP) (انترنت بروتوكول - آي بي) لتحديد وتعريف مواقعها من أجل التواصل مع الأجهزة الأخرى.

ومع انطلاقة الإنترنت استخدمت بروتوكولات الإنترنت ذات الإصدار الرابع (IPv4) لمنح عناوين انترنت بمساحة 32-بت ( البت أصغر وحدة ناقلة لمعلومة) لكل جهاز متصل بشبكة الإنترنت. وكان هذا الإصدار نتائج للإصدارات السابقة له من صفر حتى الإصدار الثالث. ومع مرور الوقت وزيادة الشبكات الفرعية الجديد المتصلة بالإنترنت أصبحت بروتوكولات الإصدار الرابع غير كافية وحاليا قد تكون استنفذت بالكامل. لم يكن استنفاذ العناوين مفاجئا بالنسبة للمنظمات المصدرة لعناوين الإنترنت بل توقعوا نفاذها بين عامي 2008 م و2018م لذا عملوا على إيجاد البديل وهو الإصدار السادس (IPv6). يتميز هذا الإصدار عن سابقه بكبر مساحته وهي 128-بت (4 أضعاف مساحة IPv4) من أجل دعم المتطلبات الجديدة للإنترنت. وقد نتساءل لماذا لم يتم استخدام الإصدار الخامس (IPv5) والجواب هو أن هذا الإصدار أسقط وأصبح مستخدم لأغراض الأبحاث. ونظرا لكبر مساحة الإصدار السادس (IPv6) فإنه من الممكن إنتاج 3.4× 3810 (أو 2 أس 128)، أو ما يزيد على 7.9 ×2810 أمثال عناوين الإصدار الرابع والبالغ عددها ما يقرب من 4.3 مليار عنوان. ونظرا لنفاذ عناوين الإصدار الرابع وزيادة متطلبات الشبكات الحديثة فقد دعت الحاجة للانتقال للإصدار السادس.

الجدير بالذكر أن الانتقال للإصدار السادس يواجه تحدياً تشغيليا كبيراً حيث أن قابلية التشغيل المتبادل بين الإصدارين الرابع والسادس غير موجودة. مما يعني أن أنظمة الإصدار السادس قادرة على التعامل مع أنظمة الإصدار الرابع والعكس غير صحيح. لذا فإنه يتحتم على مختصي شبكات الإنترنت إيجاد حلول فنية لذلك أو عمل المستحيل وإقفال جميع الأجهزة المرتبطة بالإنترنت ذات الإصدار الرابع وتحميلها بالإصدار السادس ومن ثم إعادة تشغيلها.