يبدو أن كل الذي تستيقظ عليه الشمس، ويوغل به الليل مادة محرضة للحديث الثنائي..,
والأكثر بين الناس..
ونوافذ مشرعة للحوارات تُقارب بين الأفكار..,
أو تُباعد بينها،.. توفق في الرأي أوقد تشطره..
المهم أن زخم الراهن عامرٌ, وآهل بالكثير.. العديد.. المتنوع.. الصاخب..
المتصادم.. والمتفق.. والمختلف..!
لكن قناعات الناس لا تجعل من الحوارات أن تنسرب في هدوء.., ولا أن تخلو من صخب..
والحقيقة هي أن لا شيء يتغير في واقع طبيعة البشر من اختلاف المشارب، والأهواء, والرغبات، والغايات، والحاجات..
تماماً كما هو في أسلوب الطرح، وطريقة العرض.. ونهج التبليغ عن وجهة النظر..
أو الموقف من الحدث.. أو حتى عند التعبير عن المرئيات.. والتطلعات.. والأساليب حول فكر التنفيذ.. أو طرق, وطرائق التبني.. لتكون مشروعات الأفكار ماثلة في حياة الناس..
إنه في الوقت الذي يخصب الواقع بالجديد.. والطموح.. والوسيلة المرنة..
كل هذا مع متاحات الدفق المتنامي في عجلة الصناعة.. والمال.. والتقانة..
ومنهجية البحث.. وتطور العلم، والمعارف, وطرائق, التعلم، والتعليم......
إلا أن الإنسان يبقى في دوامات انتهاكه للوقت في هدره الغوغائي..,
وصخبه التناوشي..
فهو يتناوش ضد أي فكرة.. أو رأي.. أو معطيات لا توافقه..
بل ضد الشخوص.. والأفراد.. والجماعات الذين لا يتكيف معهم..
حتى أنه لا يميز.. بل لا يفصل بين «الشيء».., والشخص لثمة قرينة بينهما..
على الرغم من أن الأفق متسع لكل ما يرد إليه.. ويتحرك فيه..
وإن السماء كما الأرض شاسعتان.. لكل الأنفاس.. والأبصار..
لكن يبدو أن الصدور وحدها هي التي إن ضاقت.., ضاقت المسافة بين الناس..
وإن اتسعت.., اتسعت بهم..
كوْن آخر يزيد للكون معطياته الجميلة.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855