تبوك - عبدالرحمن العطوي - نواف العتيبي:

قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بأن خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله - يؤكد بأن تكون كل أعمال الهيئة تصب في مصلحة المواطنين والتركيز على السياحة الداخلية ، التي وصفها سموه بالسوق الأكبر ، وقال : لايعقل اليوم أن المملكة بكل ماتحويه من مقومات هائلة تتمناها دول أخرى لا تزال غير مفعلة لتقوم بدورها بضخ الفائدة وفرص العمل للمواطنين وربط المواطن بوطنه .جاء ذلك أثناء لقاء سموه يوم أمس الأول بطلاب جامعة تبوك في مقر الجامعة . وقال سموه بأن هذه الوحدة المباركة التي تشهدها المملكة لم تحدث في التاريخ وهي قامت بتوفيق الله ثم اجتماع كلمة المواطنين على كلمة واحدة وهي لا اله إلا الله وعلى العقيدة. وأضاف سموه : لابد أن نفتح بلادنا للمواطن ليعيش قصة بلاده لا أن يسمع من طرف ثالث أو يقرأها فقط من كتب التاريخ، بلادنا كباقي البلدان فيها من القصور ولكن هذا دورنا نحن كمواطنين أن نصلح أنفسنا قبل أن نتكلم عن الإصلاح، وأهم خطوة لمساهمة المواطن المخلص هو أن يعرف بلاده وتاريخ الوحدة الوطنية التي لم تتكون بقرار خارجي بل بوحدة أهلها .

وزاد بقوله : بلادنا فيها من المكاسب الهائلة ما لا يعرفه البعض ومن أهم المكاسب هذا الاستقرار والأمن والتلاحم الذي نعيشه وسياسة الدولة منذ يومها الأول، وهذا سبب بعد توفيق الله للاستقرار إنها لم تمارس سياسة فرق تسد، فهذه الدولة نشأت تحت مشروع جمع تزدهر. ودعا الأمير سلطان إلى أن يمارس المواطن المؤمل منه ونحن نعيش في دولة الإصلاح المتسارع والتنمية المتسارعة عبر التعاون مع قيادته ودولته منطلقا من معرفة المواطن بتاريخ بلاده. وأضاف سموه : نحن نستشرف قرارات اقتصادية وقرارا تاريخيا يتعلق بالتراث الوطني والبعد الحضاري للمملكة وهو مشروع متكامل لا يمكنني التوسع فيه الآن، لكنه مشروع هام وفريد من نوعه لشموليته وأبعاده ومساراته وفي نظرته الاقتصادية وخدمة المواطن والأجيال القادمة وإعادة ربط المواطن بوطنه. وأعرب رئيس هيئة السياحة عن استغرابه عندما تأتي آلاف الوفود إلى المملكة ويقولون بأن لديكم قصة لم تحكَ بعد بينما الصحافة الدولية تسيء إلى المملكة وكأنها دولة متخلفة. وزاد بقوله : نظراً لعملي وتنقلي في إرجاء المملكة أقول لا يوجد بلد بجمال المملكة ولا يوجد مواطنون مرحبون كأبناء المملكة ونجد اليوم من يزرع عبر مواقع التواصل الخوف ومن يزرع فينا الشك ومن يقلل من قيمة المواطن وإنجازاته.

كما أعرب الأمير سلطان عن تطلعاته في سرعة تهيئة المواقع السياحية والوجهات السياحية الجديدة وتجهيز المتاحف وجعلها مكانا ممتعا، وقال لا يمكن أن تسكن وطنك فقط ، يجب أن تعيشه . وأضاف : لا يمكن أن نقلل من مشروع السياحة الوطني ولا يمكن أن يبقى المواطن محروما من بلاده بسبب القصور في مرافق الإيواء والطرق والنقل الجوي والبرامج السياحية. وأكد الأمير سلطان بأن المملكة تملك أكبر سوق سياحي وقال: نحن نملك أكبر سوق سياحي في الشرق الأوسط وهو سوق غير مخدوم فالسائح السعودي هو أهم سائح دولي ، كاشفاً أن هناك قرابة 5 ملايين سعودي يسافرون للخارج سنوياً يبحثون وفق دراساتنا وإحصائياتنا في الغالب مع عوائلهم يريدون الأسعار المناسبة ويريدون الاستقرار ويتمتعون بحشمة وكرامة وقضاء وقت مناسب مع أسرهم لذلك نستشرف قرارات من الدولة في تسريع عملية تطوير السياحة. وكشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بأن الهيئة ستبدأ هذا الشهر برنامجا جديدا حيث لن يتمكن أي شخص من الحصول على ترخيص جديد أو تمويل إلا بعد مرور المستثمر بدورة تأهيلية ولو كانت قصيرة. كما أعرب الأمير سلطان عن إعجابه بمنطقة تبوك وقال : تبوك فيها مقومات سياحية وثقافية هائلة وستكون من أوائل المناطق السياحية الجاذبة للمواطنين، والمقيمين في المستقبل فهي من أجمل مناطق المملكة.

وأشار الأمير سلطان إلى أن الدولة الآن متوجهة لاتخاذ قرار هام لتطوير استراحات الطرق « فنحن ننظر إلى استراحات الطرق إنها ليست محطات وقود بل جزء متكامل من المشروع السياحي الوطني» . وأضاف : هل يعقل أن مساجد الطرق في بلد الحرمين لا توجد بها خدمة؟، نحن نريد أن يستمتع المواطن بالسفر من تبوك إلى عسير ليعيش ترابطا تاريخيا بين مناطق المملكة وأن تكون هذه الرحلة جزء من ذكرياته وذكريات أطفاله ، فنحن نعيش في الجيل الثاني الذي لم يكون ذكريات مسيرة وطنه ، نريد أن تتشكل ذاكرة أبنائكم في وطنهم» .وعن مستقبل القطاع السياحي في المملكة قال الأمير سلطان : السياحة شراكة وعملية بناء هذه الجسور وبناء الكوادر يحتاج إلى وقت، والقطاع السياحي ثاني قطاع مسعود في الاقتصاد السعودي على الرغم من حداثته فهنالك ما لا يقل عن 26% من العاملين في القطاع السياحي من المواطنين ، لذلك هنالك فرص وظيفية سانحة في هذا المجال والمفاجأة أن هنالك إقبالا منقطع النظير من المواطنين على العمل في القطاعات السياحية .

هذا وقد شهد اللقاء الذي أقيم ضمن فعاليات المؤتمر السادس لآثار وتراث البحر الأحمر حضور معالي مدير جامعة تبوك الدكتور عبدالعزيز العنزي ومسئولي هيئة السياحة والجامعة .