لا نتوقع أن تكون مثقفا؟ أو متدينا؟ أو مفكرا؟ أو إعلاميا؟ أو... إلخ، ويثيرك بضعة تغريدات هنا أو هناك، أو (تلعب) في كيانك أنساق بلاغية تزين لك طريقا تدفع له دفعا، وتجر له جرا، وأنت لا تعلم منتهاه ولا عاقبته ولا نتائجه.

لا نتوقع أن تكون بكامل ( أهليتك ) وأنت تتبنى خطابات ثورية إلكترونية لا تعرف ماذا تخبئ لك في قادم الزمان, ولا تعرف موقعك منها، ولا دورك فيها، ولا منصبك ولا وظيفتك ولا مكانتك.

لا نتوقع أن تكون إنسانا (كامل الأوصاف) وأنت تقبل أن تكون (ترسا) في ثورة مزعومة، يطؤك الفاتحون بأقدامهم وهم في طريقهم للهدف, كما هو الحال لشباب ميادين التحرير في أكثر من موقع الذين قضوا نحبهم وصاروا حجرا ارتقت فوقه (القيادات الخلفية).

لا نتوقع أن تكون (عاقلا، متفكرا، واعيا) وأنت لا تفرق بين من يدفعك للجحيم وبين من يعطيك كل الفرص لتكون (أنت) وليس (هم)، (أنت) بشخصيتك واستقلاليتك ووطنيتك, وليس (هم) بشموليتهم وأيدلوجيتهم وانتهازيتهم، وأمميتهم.

لا نتوقع أن تكون (مستقلا) وأنت تدار من الخارج، ويرسمون لك السياسات والاستراتجيات ويكتبون عنك (البيانات)، ويكونون (لسانك) الذي تتكلم به، وعينك التي تنظر بها، وقنبلتهم التي يفجرون الخصوم بها.

لا نتوقع أن تكون (حكيما) وأنت لم تستفد من الدروس السابقة, التي وجهت الشباب إلى بؤر الصراع في آسيا وأفريقيا وأوروبا، في وقت يعتذر اللاعبون الكبار - فيما بعد - عن فعلتهم عندما تنتهي الموضة، ويصحو الناس من السكرة، ويتقاتل الشركاء على الكعكة.

لا نتوقع أن تكون (فطنا كيسا) وأنت فاتح أذنيك على الشائعات والأراجيف والأقوال, وتتبع ما يقوله في (الواتس) أو (تويتر) أو (الكيك) أو (الفيس) أو (اليوتيوب)، ولا تعلم أن خلف هذه الآلة شركات علاقات عامة احترافية (تبيض وجه) من تريد (وتسود وجه) من تريد.

لا نتوقع أن تكون (طالبا نجيبا) وأنت لا تستخدم مهارات التفكير في كل ما تتلقاه جمجمتك، ولا نتوقع أن تكون تلك الجمجمة (يحتلها الأسبق) إليها، افهم ذلك قبل أن يقال لك:

انتهى الدرس يا غبي، فما أكثر الدروس وما أكثر الأغبياء.