Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 19/03/2013 Issue 14782 14782 الثلاثاء 07 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

التنمية الشاملة والمستدامة في جميع المناطق وفي كل المرافق،، ليست خياراً لنا اليوم بل هي في قاموس العارفين ولدى المخططين والدارسين وفي عرف المنظرين المستشرفين للمستقبل القريب منه والبعيد ضرورة ناجزة وحتمية قائمة أمام صناع القرار وأهل الحل والعقد،، والواجب وجوباً عينياً على مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة الحكومي منها والأهلي والخاص استشعار المسئولية التنموية المباشرة،، كما أن على كل فرد منا أن يكون فاعلاً بكفاءة ومهنية في سبيل ومن أجل المشاركة الحقيقية في تسريع العجلة وإيجاد الحراك الفاعل، تحقيقاً لتنمية مستدامة يسعد فيها إنسان هذا الجزء من الوطن أو ذاك،، ونضمن بها -بعد عون الله وتوفيقه- تحقق أمن بلادنا ونهضتها وتطورها واستقرارها وسعادة أهلها وقاطنيها والزائرين لها ومريدها.. ولضمان النجاح في هذا المشروع الوطني الهام كان لزاماً أن يبنى على قاعدة صلبة متينة،، ويرتكز على أساس علمي صحيح،، ولذا كان من الواجب التنادي لاجتماع أهل الاختصاص والباحثين والمهتمين على طاولة مستديرة من أجل الحوار والمدارسة، ومن ثم رسم خارطة طريق واضح ووضع آليات بينة للمضي قدماً فيما من شأنه المشاركة الفاعلة في تحقيق هذا الهدف العزيز. ومن هذا الباب وعلى هذا الأساس ولأهمية كراسي البحث في الجامعة السعودية دعت «جامعة حائل» الجامعات السعودية للاجتماع في رحابها من أجل مدارسة دور هذه الكراسي التنموي،، فهي من تقع عليها مسئولية سبر أغوار مواضيع محددة يختارها الممول وينبري المختصون سواء من داخل الجامعة أو خارجها لدراستها والتوصل إلى نتائج علمية هامة تفيد بصورة مباشرة أو غير مباشرة في مسار تقدمنا الوطني..

إن الدول المتقدمة لم تنل قصب السبق وتصل إلى ما هي فيه اليوم إلا بالبحث العميق ذي الصلة الحقيقية بمسارب ومسارات التنمية المختلفة سواء الاقتصادي منها أو السياسي أو الاجتماعي أو التقني أو الثقافي الفكري أو... ونحن متى ما كان لدينا الطموح وعندنا الرغبة لدخول نادي الكبار والمنافسة على الريادة العالمية فلا بد من جعل البحث العلمي المرتبط بالواقع وملابساته وتحدياتها ومنعطفاته وكذا منهجيات التغيير وآلياته ومستلزماته ومتطلباته،، إذا نحن أردنا ذلك.. فلا بد من هذا وذاك فهما حبل الوصال مع الغير،، وطريق البناء للأجيال،، وسبيل التأسيس لمشاريعنا الوطنية،، والأرضية المتينة التي يقف عليها ويسند إليها صناع القرار ومتخذوه بعيداً عن العاطفة وبلا ارتجالية أو تخمين وتوقع ودون اعتماد على الذاكرة الذاتية التي قد تكون مضللة وتفتقد إلى المصداقية والتحصين.

لقد جاء ميلاد الكراسي العلمية في جامعاتنا السعودية متأخراً كثيراً مقارنة بما هو في الغرب - وللأسف الشديد- بل ما زال حتى هذه اللحظة في رحم الغيب في عدد كبير من الجامعات ذات الباع الطويل في البحث العلمي الرصين، وإذا أردنا أن يكون لنا تنمية فاعلة وإيجابية فإنني أعتقد أن إسناد الدراسات المناطقية سواء الهندسية أو الاجتماعية أو الطبية أو الفكرية أو التقنية أو الزراعية للكليات والأقسام المختصة في هذه الكيانات العلمية التي يتجاوز دورها في عالمنا المعاصر تخريج الطلاب إلى القيام وبكل حرفية واقتدار بما تنص عليه الأعراف الأكاديمية (التعليم،، والبحث العلمي،، وخدمة المجتمع)،، ولذلك أؤكد هنا أهمية مد جسور التواصل من قبل القطاعات التنموية والخدمية في مناطقنا الثلاث عشرة مع جامعاتنا السعودية..

إنني في الوقت الذي أسجل فيه بكل إعزاز وإكبار مبادرات ومسابقة أهل الخير والعطاء وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله ورعاهم وسدد على الخير خطاهم- ومن بعدهم عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء ورجال الأعمال وأصحاب الأموال في دعم وتمويل مشاريعنا البحثية المتخصصة والدقيقة،، إنني في ذات الوقت أهيب بمن وسع الله عليهم في الرزق والثراء بالإنفاق الخيري فيما من شأنه دعم العلم وتعزيز حركة البحث العلمي الوطني المُرشد والمسئول،، وفي ذات الوقت أؤكد أهمية الوقف العلمي لضمان استمرار حركة الدراسة والنشر في جامعاتنا السعودية،، مع العلم أن كثيراً من الجامعات الغربية ذات الشهرة والصيت تعتمد وبشكل شبه كامل على التبرع الإرادي والوقف الخيري في مشاريعها البحثية!!..

إن التضافر والتكاتف والتعاون بيننا، هذا بماله وذاك بجاهه والثالث بجهده والرابع بعقله والخامس بقلمه والسادس بدعائه والسابع بإعراضه وكف شره.. إن هذه الشراكة المجتمعية هي السبيل الأمثل للوصول إلى مستقبل وطني أفضل،، وهي الطريق الصحيح لتعزيز وجودنا العالمي على خارطة العطاء الإنساني،، وفي ذات الوقت هي البوابة الأكثر فاعلية من أجل بناء صورة ذهنية إيجابية عنا نحن السعوديين لدى إنسان هذا القرن الذي يعيش معنا أينما كان وفي غرفة واحدة،، يتأثر ويؤثر بنا شئنا ذلك أم أننا له رافضون!!، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام..

الحبر الأخضر
الدور التنموي للكراسي البحثية «في الجامعات السعودية»
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة