|
كتب - سلطان المهوس:
أُصيب الاتحاد القطري لكرة القدم بصدمة آسيوية مفجعة إثر اتجاه الاتحاد الآسيوي لوقف ترشح حسن الذوادي لمنصب عضو اللجنة التفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن القارة الآسيوية؛ وذلك بداعي عدم وجود استحقاق عددي داخل المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي الذي يبدو نصابه غرب الآسيوي مكتملاً بوجود السعودي حافظ المدلج والإماراتي يوسف السركال والعماني خالد بوسعيدي والأردني علي بن الحسين والبحريني علي الخليفة (تراجع عن استقالته)، وذلك بعد أن أصدر المكتب التنفيذي ممثلاً باللجنة القانونية قراراً يقضي ببطلان الاتجاه نحو إجبار مرشحي المكتب التنفيذي للمناصب الشاغرة (رئيس - عضو مكتب تنفيذي دولي) على الاستقالة قبل خوض المنافسة الانتخابية، وهو الأمر الذي يعني أن على القطريين إقناع أي ممثل غرب آسيوي بالاستقالة بعد أن شغل المنصب القطري محمد بن همام، الذي شغل منصب الرئيس قبل استقالته بسبب الإيقاف؛ حيث لا يحتسب الرئيس ضمن عدد الأعضاء.
ووفقاً للفوضى القانونية التي يعيشها الاتحاد الآسيوي الحالي، بعد أن اتجه لإجراء انتخابات غير عادية قبل تمام أربع سنوات (2015)، فقد اتضح مدى الاستغلال غير القانوني للكثير من القضايا، التي دائماً ما تنكشف عبر ردها، مثلما حصل مع قضية إجبار الأعضاء على الاستقالة، التي وقف لها الإماراتي يوسف السركال والسعودي حافظ المدلج بالمرصاد؛ الأمر الذي أعاد دوامة عدد الأعضاء من جديد؛ كون المرشح القطري لن يجد له مكاناً فيما لو فاز، وهو ما يعطي المرشح الآخر الشيخ سلمان الخليفة تسليماً بالفوز بمنصب عضو اللجنة التفيذية بالفيفا مباشرة، على اعتبار أن العضو البحريني بالمكتب التنفيذي وهو الشيخ علي الخليفة سيقدم استقالته على الفور في حال فاز الخليفة؛ ما يعني شغور مكان للشيخ سلمان الذي ينافس على رئاسة الاتحاد الآسيوي أيضاً بجانب التايلاندي واراوري والإماراتي يوسف السركال والسعودي حافظ المدلج.
وبحسب معلومات تحصلت عليها الجزيرة فإن الاتحاد القطري سيتبنى إرسال مذكرة قانونية للاتحاد الآسيوي، تتضمن طلب التعويض المادي الكبير للصرف الذي تحملته حملة المرشح القطري حسن الذوادي أو إيجاد مخرج قانوني يتيح الفرصة لتحقيق العدالة، ولاسيما أن الاتحاد الآسيوي وافق على الترشح القطري رسمياً خلال فترة فتح أبواب الترشح، وهو ما يعني قبوله الانتخابي الرسمي.
وكان الشيخ علي الخليفة قد طلب بشكل عاجل سحب خطاب استقالته بعد أن كان قد تقدم بالاستقالة مطالباً الاتحاد الآسيوي بأن يتقدم المرشحون باستقالاتهم، وهو ما وافق عليه الآسيوي بتأييد من السريلانكي الموقوف فرناندو والأردني علي بن الحسين قبل أن يرد الإماراتي السركال بأن ليس هناك مسوغ قانوني لأن يستقيل أي مرشح داخل نظام الاتحاد الآسيوي، وعليه فلن يتقدم باستقالته بقوة النظام.
المرشح السعودي حافظ المدلج رد على طلب الاتحاد الآسيوي بتقديم استقالته بثلاث نقاط حاسمة، تضمنت التحذير من تفتيت الاتحاد الآسيوي وزرع الخلافات بين أعضاء المكتب التنفيذي ووجوب العودة للأنظمة والقوانين في كل المسائل، على اعتبار أن استقالات الأعضاء تترك فراغاً خطيراً، ولاسيما أن كلهم رؤساء لجان؛ ما يبعثر العمل الآسيوي، وأخيراً عدم التفرقة بين مرحلة وأخرى في القانون؛ حيث سبق أن ترشح نائب رئيس الاتحاد الآسيوي (السريلانكي مانيلال فرناندو) عام 2011م لعضوية الفيفا، ولم يطلب منه الاستقالة، وهو ما أجبر الآسيوي على التراجع عن قراره؛ ليلحق علي الخليفة بطلب العدول عن استقالته، وهو ما أكمل نصاب غرب آسيا، وأدخل ترشح الذوادي بخطر الإلغاء القادم، وهو الأمر الذي لن يجعل من الاتحاد القطري صامتاً!!
المكاسب السعودية تتوالى
في سياق الحملات الانتخابية الآسيوية استطاعت السعودية أن تكون اللاعب الرئيسي الأول بالانتخابات بعد أن دخلت للتوافق غرب الآسيوي الخليجي؛ لتجد أنها أمام مكتسبات كبيرة استطاعت من خلالها أن تعيد توازن القوى الانتخابية، ولاسيما أن تعهدات المصالح التي تطمح إليها السعودية قد أخذت نصيباً كبيراً من المشاورات القادمة، التي ربما تؤدي إلى إعلان سعودي عن الخروج من السباق الانتخابي بأمر المكاسب الكثيرة التي ستجنيها مستقبلاً، خاصة أن المرشح حافظ المدلج استطاع أن يبني اسماً وعلاقات ممتدة، وكشف أدغال الانتخابات، ناهيك عن أن الرغبة السعودية كانت للتوافق العربي بعد أن دخلت متأخرة حتى دون أدوات مادية تعم حملة المدلج الانتخابية، التي لم يرصد لها فعلياً أي أموال حتى اللحظة تأكيداً على أن الاستراتيجية السعودية بدأت وانتهت بلغة المكاسب السهلة المتاحة، والحرص على عدم تشتيت التوافق العربي أكثر مما هو مشتت حالياً.