8 مارس هو اليوم العالمي للمرأة..
لقد عَبر عليّ بمظهر مختلف هذا العام. وخصوصاً بعد الدعوة التي تلقيتها من الكويت لإلقاء كلمة عن المرأة السعودية. في الحقيقة لم أكن قبل هذه الدعوة لديّ دافع حقيقي لتخصيص وقتي أو جهدي لقضايا المرأة. والأسباب عدة. من ضمنها إيماني القوي أننا في المملكة وبقرارات سياسية واضحة ومجهودات اجتماعية حثيثة لم نعد بحاجة لإهدار الوقت بالمطالبات ولا برفع شعارات حقوق المرأة! أيضا لإيماني بأننا في زمن أصبحت الفرصة متاحة للمرأة لأن تعود لوضعها الطبيعي الذي حرمت منه بغير وجه حق في الأزمان السابقة لكن المرأة هي من تُحجم إما بسبب الجهل أو الخوف أو استمراء العزلة.
المرأة تخطت مرحلة الاستلاب والإقصاء، وهي الآن في الطريق الصحيح لتعديل وضعها والعودة لمسارها الطبيعي كشريكة للرجل في أعمال التنمية والتطوير.
فإذا كنت سأتحدث بكلمة لمصلحة المرأة لن أوجهها إلا للمرأة!!
في البداية رفضتُ محور اللقاء. لكن الجهة المستضيفة أقنعتني بالقبول. فاتجهتُ إلى جامعة الكويت وألقيت كلمتي على طالبات العلوم السياسية.
وهناك قلتُ كل ما يجول بخاطري وشاركتهن قراءتي بخصوص واقع المرأة السعودية ووضعها ما بين الأمس واليوم. ودور الإعلام في تزييف الصورة الحقيقية في بلادنا. ومحاولته لتصيد الهامشي والشاذ ومن ثم إبرازه بصورة مضخمة بإطار مثير ومغرض.
ومن ضمن الأمثلة التي ذكرت: قيادة المرأة للسيارة.
بحيث أصبحت القضية رقم واحد لدى السعوديين من وجهة نظر عالمية. حتى أن البعض ممن يجهل مكان السعودية على الخارطة أصبح يعرف أنها البلاد التي لا تقود فيها النساء!!
السؤال الذي أريد أن أوجهه للمواطنة السعودية:
هل قيادة السيارة هي المطلب رقم واحد؟
هل انتهت المشاكل القانونية من عنف أسري وتحديد سن الزواج، ومشاكل الإرث وولي الأمر؟ هل لدينا مؤسسات تمثل المرأة من ضمن مؤسسات المجتمع المدني؟ هل شُفيت مفاصل المجتمع من ضغط الموروث والتقاليد التي لا تمت لتعاليم الإسلام بصلة، والتي تمثل العائق الأول في طريق تمكين المرأة السعودية حتى بعد تلك القرارات السامية المبنية على وعي رفض تهميش المرأة كما صرح بذلك الملك عبد الله حفظه الله؟
أنتِ كأم هل ستقضين وقتا طيبا بانتظار ابنتك المراهقة وهي تقود سيارتها متجهة إلى ما لا تعلمين؟ هل ستشعرين بالراحة وقد اتسعت المسافة خارج رقابتك؟
أنتِ أيتها المعوزة العائِلة أو الأرملة والمطلقة التي قد نسي أوجاعك وحاجاتك العالم.. لو أنه ظهر لكِ مارد المصباح وعرض عليك عرضا واحدا ما بين: المأوى ووظيفة تؤمن لقمة العيش أو قيادة سيارة.. ماذا ستختارين؟
بودي أن أقول لكل من تضخم أمر قيادة السيارة وتجعلها القضية الرئيسية التي تشغل الرأي العام. قيادة المرأة أمر حتمي ومطلب طبيعي للحياة المعاصرة، وحرمان المرأة منها ليس منعا في محله.. لكن وقبل كل ذلك هل التوقيت صحيح الآن؟ وهل هو في الحقيقة المطلب الأول!
في الكويت بلد الحرية كما يسميها مُستضيفي كانت لي محاولة أفخر بها بأن أساهم ولو بالقليل في إبراز صورة قريبة من الواقع عن المرأة في المملكة لفتيات متطلعات وذكيات جدا، ولديهن الكثير من الأسئلة عن المرأة السعودية ووضعها في البلاد وكنت سعيدة جدا بتسوية بعض الأفكار التي ضخمها الإعلام.
وكل يوم هو يومك أيتها المرأة.
kowther.ma.arbash@gmail.comkowthermusa@ تويتر