|
بقلم - بيتر دبليو روبرتس:
قد يتحلّى أصحاب المشاريع الاجتماعية المتعثّرة بالكثير من الشغف، لكنّ سجل نجاحاتهم فقير في العادة، وهو ظرف يحثّ الداعمين الماليين المحتملين على التساؤل حول طبيعة المشاريع التي من شأنها إحداث تغيير فعلي في العالم. أمّا العملاء المحتملون، فيتساءلون في تلك الأثناء حول المشاريع التي تستحق اهتمامهم ودعمهم.
لقد تبيّن أنّ أحد أهم المؤشرات على نجاح مشروع في المدى البعيد يتمثّل بتواجده على موقع «فيسبوك».
خلال الصيف الماضي، عقد مركز البحوث «سوشل إنتربرايز» في جامعة «إيموري» في غويزويتا شراكة مع «فيلدج كابيتال»، وهو برنامج لاحتساب المُعجِّل، يستند إلى أداء الشركات النظيرة، من أجل تحديد أمور، من بينها ما إذا كان أصحاب المشاريع الاجتماعية، التي تلقى أعلى مستويات تتبّع على شبكات التواصل الاجتماعي، يحملون وعداً تجارياً أكبر. وفي تحليل للبيانات الصادرة عن نحو 100 صاحب مشروع اجتماعي، اكتشفنا رابطاً واضحاً بين تواجد المشروع على موقع «فيسبوك» وبين أدائه التجاري.
ولوحظ أن متوسط العائدات السنوية للمشاريع التي تنشط على موقع «فيسبوك» يناهز 142 ألف دولار، أي أكثر بكثير من مبلغ 77 ألف دولار في المشاريع التي لم تنشئ صفحة لها على الموقع. وبالنسبة إلى الشركات التي أنشأت صفحات على موقع «فيسبوك»، تُسجَّل مستويات ترابط عالية بين عدد المشتركين الذين تعجبهم الصفحة والعائدات التي تم تحقيقها، تبلغ 0.38 (مع العلم بأن الترابط يتراوح عادةً ما بين الصفر و1).
وفي المتوسط، تجني المشاريع التي تنشط عبر موقع «تويتر» بدورها عائدات أكبر (تناهز 149 ألف دولار بالمقارنة مع 69 ألف دولار)، وتجمع رأس مال أكبر (147 ألف دولار مقابل 67 ألف دولار).
وبالتالي، ما أبرز بعض السمات المميزة للمؤسسات التي تتمتّع بشبكات كبيرة عبر الإنترنت؟ لقد انتقينا الأفكار التالية من تحليل مستقل شمل 281 مشروعاً اجتماعياً، قدّم في العام 2010 أو 2011 طلبات مشاركة في برنامج «معاهد الصيف» Summer Institutes بإدارة معهد «أنريزنابل إنستيتيوت»، وهو برنامج لاحتساب المُعجِّل في المؤسسات الاجتماعية، يقع مقرّه في كولورادو.
- تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي لعبة بين أيادي الشبّان – وبالأخص النساء الشابات. والملفت أن المشاريع التي يتخطى عمر مؤسسيها الأربعين عاماً تكون في العادة أقل ميلاً إلى تطوير شبكات تواصل اجتماعي خاصة بها، مع العلم بأن صاحبات المشاريع من الجنس اللطيف يرسّخن حضوراً أكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالمقارنة مع نظرائهنّ الذكور.
- تسجل المشاريع التي تكرس نشاطها لحقوق الإنسان أداء أفضل بكثير متى كان الأمر مرتبطاً بتوسيع نطاق تواجدها على موقع «فيسبوك».
- متى ارتبط الأمر باستقطاب عدد كبير من المتتبّعين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لا يكون أداء المشاريع الاجتماعية التي تعمل في مجال الإنترنت أو التسويق أفضل من أداء نظيراتها العاملة في مجالات أخرى، كما أننا لا نرى أي ميزات يتفرّد بها أصحاب المشاريع من ذوي الخبرة الكبيرة، أو أصحاب الشهادات العالية. ولستَ بحاجة إلى أن تكون نابغة في مجال التقنية العالية، أو أن تكون صاحب مشروع مخضرماً، أو نجماً أكاديمياً، لتولّد الحماسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيال مشروع من شأنه أن يبدّل العالم. وما عليك سوى أن تبقى من الرائدين في ما هو رائج وأن تحتفظ بالقدرة على توقّع الأمور.
(*) بيتر دبليو روبرتس أستاذ في التنظيم والإدارة، وهو المدير الأكاديمي لبرنامج «سوشل إنتربرايز» في غويزويتا، في كلية غوزويتا للأعمال التابعة لجامعة «إيموري».
© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.