عندما تجزم مسبقا, وأنت مستريح البال بفحوى فعاليات المهرجانات السياحية والترفيهية بالمنطقة الشرقية قبيل إقامتها أو حتى إعلان موعد انطلاقتها، عندما تفعل ذلك فلن يرميك أحد بـ«التنجيم» وقراءة الغيب؛ ذلك أن تلك الفعاليات «كربونية» ومكررة لدرجة «الملل» و»معلبة» لا تسمن ولا تغني من جوع.
تنطلق المهرجانات في الشرقية في مناسبات عدة بقائمة معروفة سلفا من البرامج والفقرات الترفيهية ولا يتغير فيها سوى المشاركون وأيام الأسبوع وفي أحيان قليلة ترتيب تقديمها في «روزنامة» الفعاليات.
المقومات السياحية العديدة التي تمتلكها المنطقة الشرقية يمكن أن تقود إلى تحقيق التنمية السياحية المستدامة لا سيما وأن المنطقة تحتل مركز الصدارة في عدد الزوار في المملكة، ومكاناً بارزاً على الخارطة السياحية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وكان آخرها اختيار منظمة السياحة العالمية المنطقة الشرقية لإجراء دراسة ميدانية عن دور السياحة في التنمية الاقتصادية للمجتمعات المحلية وتوفير فرص العمل.
إبراز المقومات السياحية والتراثية البحرية في المنطقة الشرقية والعمل على استثمارها سياحيا وجذب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح للمنطقة والمساهمة في جعل سواحل المنطقة من أهم المقاصد السياحية التي يجب أن ترمي إليها المهرجانات التي تحتضنها المنطقة بفعاليات وبرامج جديدة متجددة.
كما يجب أن تسعى الجهات القائمة على صناعة السياحة بالشرقية إلى تعزيز المقومات السياحية التراثية والثقافية للمجتمع المحلي في المنطقة، وتكوين انطباع جيد وتجربة سياحية ممتعة للسائح وتوفير فرص عمل إضافية لأبناء المنطقة.
وقبل أيام اعتمد أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز تشكيل مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية برئاسة سموه، وعضوية 17جهة وضمن المجلس نخبة من الجهات الحكومية ذات العلاقة المباشرة بالحركة السياحة بالمنطقة وجهات خاصة ورجال أعمال.
وتشكيل المجلس بلا شك خطوة تعكس اهتمام أمير المنطقة على دعم الحركة السياحة وتطويرها، و تشكيل مجلس التنمية السياحية برئاسة سموه ونيابة الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، سيمنح السياحة في المنطقة الشرقية مزيداً من التميز ودفعة قوية لتحقيق إستراتيجية التنمية السياحية، تعزيزاً لمكانة المنطقة الشرقية على الخارطة السياحية.
كما لا يجب إغفال المنهج العلمي المدروس في دعم حركة السياحة بالمنطقة ومابعة تنفيذ عناصر إستراتيجية التنمية السياحية وتنشيط البرامج السياحية المختلفة بالمنطقة، والإشراف على البحوث والدراسات المرتبطة بتطوير قطاع السياحة في المنطقة وتشجيع فرص الاستثمار السياحي وتنمية الموارد لبرامج المنطقة وكل ما يحقق نمو وتطوير القطاع السياحي.
وتحفيز ودعم المستثمرين بقطاع السياحة والآثار بأشكالها المختلفة مثل الإيواء السياحي بأنواعه والمتاحف، والحرفيين والحرفيات، والنزل البيئية، ووكالات السفر، ومنظمي الرحلات والمشاريع الترفيهية من عوامل دعم سياحة المنطقة الشرقية. مستقبل السياحة في المنطقة الشرقية مشرق بلون الشمس وعريض بشرط التخطيط المدروس والتنفيذ المحسوب لمشاريع التنمية السياحية على أرض المنطقة والابتعاد عن النمطية في كل ما يمس هذا القطاع الواعد، مع التأكيد على استقطاب السائحين في كل المواسم ومن كافة الأعمار لتبقى السياحة في المنطقة «جاذبهة» وتبقى الشرقية اختيار السائح الأول.
- مدير مكتب جريدة الجزيرة بالمنطقة الشرقية