الديوان مقر إدارة الدولة ومكتب الشعب الكبير ومركز الحكم الرشيد والرأي السديد ومجمع الحكمة والقرارات الصعبة، وبين جنباته الحلم والصبر وسعة الصدر والاهتمام الهام بالشأن العام وبفضل الله ولله الفضل والحمد من قبل ومن بعد أن جعل خيرة العباد في خدمة البلاد والعباد، وإن أردت زيارة الديوان الملكي فتطلع إلى راية التوحيد علم المملكة العربية السعودية خفاقة في العلالي ليست كباقي الرايات، فإذا رأيتها فثم الديوان الملكي وإذا دخلت من الباب الواسع وعليه شعار الدولة السيفين والنخلة، فاعلم أنك في رحاب الديوان الملكي وأبشر بسعدك فأنت في ديوان ابن سعود، ففي الديوان مراجعون كثيرون وكل له شأن وموظفون كثر وكل في شأنه، وفي الديوان مجالس كبيرة ومكاتب كثيرة وبينهما جامع فسيح له منارة عالية في السماء تقام فيه الصلوات وتؤدى فيه العبادات ويدعى فيه للعائلة المالكة وللحكومة الرشيدة بالخير والتيسير، وفي تلك المجالس الحل والعقد والأصل والفصل للنهضة الكبرى والشاملة، وفي تلك المجالس أيضاً قصص إنسانية رائعة وحكايات جميلة من حكايات الزمن الجميل، وفي تلك المكاتب تنظيم متقن وتطوير أكثر اتقاناً وفي تلك المكاتب أيضاً عمل دؤوب لا يعرف الكلل أو الملل وفي ممرات الديوان وساحاته روح الوطن وعبق التاريخ. وذاك مجلس خادم الحرمين الشريفين العامر بذكر الله قد امتلأ بالجموع الغفيرة التي قدمت من كل أرجاء الوطن الغالي للتشرف بالسلام عليه - حفظه الله - وتجديد البيعة والولاء له في المنشط والمكره، وبعد أن أخذ الجميع أماكنهم في مجلسه رعاه الله اصطف أصحاب الحاجات بين يدي المقام الكريم ومن يأتي عليه الدور يجلسه الملك بجواره ويسأله عن حاله وأحواله ويستفهم منه حاجته ويستلم منه طلبه فيأمر له على الفور وخير البر عاجله، يجبر بالخواطر الله يجبر بخاطره ويرفع من المعنويات الله يرفع مقداره ويبشر الناس بالخير الله يبشره بالخير.