|
قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً} (145) سورة آل عمران.
انتقل إلى جوار ربه قبل أسبوعين الأخ الأكبر وعميد أسرتنا الشيخ سليمان بن عبد العزيز بن عبد الله الخضيري، أحد أعيان مدينة البكيرية بمنطقة القصيم -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- بعد حياة حافلة بالبر والخير والعطاء. ولد الشيخ سليمان في أواخر أربعينيات القرن الماضي ونشأ بالبكيرية في كنف الوالد -رحمه الله- ونال الشيخ سليمان حظاً من التعليم بحفظ كتاب الله وبعض العلوم والمعارف، ثم مارس بعض الأعمال التجارية، وكان من المؤسسين لشركة كهرباء البكيرية عندما كانت شركة أهلية.. وكان نموذجاً -رحمه الله- في بره بوالديه، فكان العضد للوالد والساعد له، حيث إنه لم يفارق البكيرية فوقف بجانب الوالد.. أما الابنان الأكبران للوالد الشيخان عبد الله وإبراهيم -رحمهما الله- فكانا يعملان بسلك التعليم والقضاء في بعض مناطق المملكة ويزوران الوالد في فترات متقاربة براً منهما -رحم الله الجميع- بل كان الشيخ إبراهيم -رحمه الله- قبل أن يستقر رئيساً لمحاكم القصيم يصحب الوالد في سفره ورحلاته وفي مناطق مقر عمله مثل وادي الدواسر والسليل وغيرهما.. نعود للشيخ سليمان حيث أذكر وكنت صغيراً دخلت للتو أنا وابنه محمد (الدكتور والأستاذ بجامعة الإمام لاحقاً) المدرسة العزيزية الابتدائية بالبكيرية، أقول كنت أذكر جيداً كيف كان الشيخ سليمان ساعداً للوالد في التجارة والزراعة وفي أعماله الأخرى.
لزم الشيخ سليمان الوالد وحمل عنه كثيراً من المسؤوليات مع الشيخ إبراهيم الذي كان -رحمه الله- نموذجاً في البر والعطاء والسخاء، كما كان الشيخ سليمان باراً بوالدته -رحمها الله وأسكنها فسيح جناته- خاصة بعد مرضها وملازمته إياها.. كان الشيخ سليمان -غفر الله له- حريصاً جداً على لقاءات الأسرة ومنذ قدومه للرياض في بداية الثمانينيات الهجرية، كان يُعقد اجتماع بعد ظهر كل جمعة في منزله لإخوته وأبناء إخوته وبعض أقاربه، ولم تنقطع هذه العادة الحميدة إلا بعد مرضه الأخير -رحمه الله- وهذا يؤكد حرصه على صلة الرحم والتواصل بين أفراد الأسرة رجالاً ونساء. تفرغ آخر حياته للعبادة وأعمال الخير، أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته. وعلاقتي بالشيخ سليمان كما هي علاقتي بالشيخين عبد الله وإبراهيم -رحمهما الله- كانت علاقة ابن مع أبنائه وليست أخاً مع إخوانه، فقد كنت وأخوي الدكتور علي والدكتور فهد أصغر أبناء الوالد -رحمه الله- وقد كان الشيخ سليمان يعاملني معاملة ابنه محمد إذ كنا توأماً في سن واحدة ودخلنا المدارس سوياً. أحسن الأخ الشيخ سليمان تربية أبنائه وبروا به كما بر هو بوالديه، والحمد لله أن أبناءه من خيرة أبناء الأسرة ديناً وخلقاً وتأهيلاً. رحم الله الشيخ سليمان رحمة واسعة ووالدينا وإخواننا وأموات المسلمين أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
منصور بن عبد العزيز الخضيري