|
الرياض - خاص بـ(الجزيرة):
قال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله العمار: إن علم مقاصد الشريعة كبقية العلوم الإسلامية، ولد مع التشريع، وإن تأخر تدوينه.
فقد أقره القرآن الكريم ودلت نصوص الشريعة على اعتبار المقاصد الكلية والجزئية متنوعة, وتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلت عليه السنَّة النبوية، ومارسه الصحابة - رضي الله عنهم -، والتابعون، وتناقله العلماء حتى وقتنا الحاضر وقد أجمعت الأمة على اعتبار المصلحة، في كل تشريع وأن الشريعة قائمة على مصالح العباد في الدارين.
جاء ذلك في مستهل دراسة بحثية لفضيلته بعنوان: (مقاصد الشريعة الإسلامية وقضايا العصر) قال فيها: إن الشريعة وضعت لتحقيق مصالح العباد، وذلك بجلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد، سواءً أدركت العقول البشرية علل التشريع أم لا، مؤكداً الحاجة الماسة، والضرورة الملحة لعلم المقاصد على صعيد عملية الاجتهاد والاستنباط والإفتاء والقضاء، وعلى صعيد فهم التكليف وتعقله واستيعابه وتطبيقه، وعلى صعيد تحمل خطاب التكاليف، وأداء رسالة الاستخلاف، وإقامة الرشاد في الأرض.
ومن النتائج التي خلص إليها الدكتور العمار، أن العلم بمقاصد الشريعة ضروري وذو أهمية كبيرة بالنسبة للفقيه المجتهد لفهم النص ومعرفة دلالاته واستنباط الأحكام الشرعية للمسائل والنوازل التي لا نص فيها، وكذلك الترجيح بين الأدلة، والاجتهاد شريان الشريعة، وفيه الحل لكل مستجد من مستجدات الزمن، وعلى المجتهد أن يرد ما يُستجد من وقائع إلى الكتاب والسنَّة النبوية، والقياس مصدر الثراء والتجدد في الفقه الإسلامي، فبالقياس يتم الربط بين المستجدات وأصول الشريعة، والاستحسان بأنواعه يمثل جانب السعة والمرونة في الشريعة، وهو تطبيق عملي للمصالح الحاجية القائمة على اليسر والسماحة ورفع الحرج.
وكان الدكتور عبدالعزيز العمار قد استهل بحثه بمقدمه جاء فيها: إن المتفق عليه بين علماء المسلمين أن الأحكام الشرعية إنما شُرعت لتحقيق مقاصد سامية, سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات, وأنه ينبغي على المجتهد تحري هذه المقاصد في ممارسته، والإفتاء على مقتضى ما يوافقها ويخدمها. وقد تزايد في العصر الحالي الاهتمام بمقاصد الشريعة والالتفات إليها، وقد كان سبب ذلك الحاجة الماسة، والضرورة الملحة لعلم المقاصد على صعيد عملية الاجتهاد والاستنباط والإفتاء والقضاء، وعلى صعيد فهم التكليف وتعقله واستيعابه وتطبيقه، وعلى صعيد تحمل خطاب التكاليف، وأداء رسالة الاستخلاف، وإقامة الرشاد في الأرض، لذلك وجب على العلماء والمتعلمين الإحاطة بهذا العلم، ومعرفة محتوياته ومضامينه، وامتلاك أدواته وآلياته وضوابطه؛ بغية تطبيقه على تحديات العصر ومقتضيات الواقع.