الجزيرة - فرح التومي:

بعد نيْل حكومة علي العريض أغلبية مريحة في المجلس الوطني التأسيسي، برزت بعض المواقف الإيجابية لرموز من المعارضة التونسية تجاه الحكومة الجديدة، لتنفيذ برنامج عملها المستقبلي.

وقد جاء البيان الذي ألقاه رئيس الحكومة أمام المجلس الثلاثاء لدى تقديمه وزراء حكومته الجديدة جامعاً وشاملاً لكافة أولويات التونسيين جميعاً بمختلف انتماءاتهم الفكرية، مما شجع العشرات من النواب على منح ثقتهم لحكومة الترويكا الجديدة التي استقت أسس برنامج عملها من انتظارات الشعب التونسي ووعدت بالسهر على تنفيذها.

واعتبر الملاحظون أن قوة بيان العريض بالرغم من عدم تضمنه لوعد بحل رابطات الثورة وبالرغم من تقاربه مع بيانات سلفه حمادي الجبالي إلا أن جميع الفئات الاجتماعية وجدت ضالتها فيه لأنه نابع من الطلبات الملحة للتونسيين عامة.

وكان علي العريض ومباشرة بعد أداء الوزراء وكتّاب الدولة الجدد لليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي، قد أكد في تصريح خص به وكالة الأنباء الرسمية أن حكومته تضع في صدارة أولوياتها معالجة مشاكل التشغيل والحد من غلاء الأسعار وتحقيق الأمن والاستقرار، معرباً عن يقينه بأن الجهود التي ستبذلها الحكومة لحل هذه المشاكل ستُؤتي أُكلها في الأشهر القليلة المقبلة.

وأعلن رئيس الوزراء الجديد أن العمل جارٍ من أجل إعداد خطط ومبادرات للتصدي للعنف والجريمة وتهريب الأسلحة، وذلك من منطلق التصميم على التصدي لكل التجاوزات والجرائم.

من جهة أخرى راجت أخبار شبه رسمية عن نية عامر العريض شقيق رئيس الحكومة الاستقالة من منصبه بعد ارتقاء أخيه إلى سدة الحكم.

وكان عضو المكتب التنفيذي للحركة رياض الشعيبي قد أكد أن عامر العريض قدم بالفعل التماساً لإعفائه من مهامه على رأس المكتب التنفيذي للنهضة، مرجعاً ذلك إلى سعي العريض إلى رفع أي حرج ممكن بسب تولي العريض رئاسة الحكومة الجديدة.. ولا تزال المساعي حثيثة تبذل في الكواليس لإثناء العريض عن قراره خصوصاً أن له مكانة بارزة في المشهد السياسي المحلي سواء داخل الحركة أو خارجها.

وكان عامر العريض أعلن أن اعتزامه الاستقالة من منصبه لا يعني البتة الخروج من النهضة، لافتاً إلى أنه سيظل يعمل داخل مختلف الأطر الأخرى بما لا يدع مجالاً للخلط بين مشمولات الحكومة وحدود تدخلات حركة النهضة، نافياً بشدة رغبته في تولي حقيبة سياسية.