|
الجزيرة - عوض القحطاني:
وقعت وزارة الدفاع اليوم اتفاقية تعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنيَّة في مقر المدينة، تهدف إلى تضافر جهود الجهتين وتفعيل الشراكة بينهما في عدد من المجالات العلميَّة المختلفة من أجل بناء قاعدة علميَّة تقنيَّة لخدمة التنمية في المملكة.
وقع الاتفاقية كل من معالي رئيس المدينة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، ومعالي رئيس هيئة الأركان العامَّة الفريق الأول الركن حسين بن عبد الله القبيل، بحضور صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث وعدد من المسؤولين في الجانبين، حيث تلبي هذه الاتفاقية احتياجات الجهتين، وتحقَّق العديد من أهدافهما، في عدد من المجالات العلميَّة والتقنيَّة.
وأوضح معالي رئيس المدينة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل أن الاتفاقية تهدف إلى بناء الجسور وتوحيد الجهود بين الجهتين للوصول إلى أفضل النتائج لتوطيد العلاقة الإستراتيجيَّة بينهما في البحث والتطوير ونقل التقنيات والصناعات المتقدمة، وتوطينها من أجل خدمة التنمية في المملكة وتحقيق متطلباتها، مشيرًا إلى حرص المدينة على تعزيز الشراكات المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة لنقل وتوطين التقنيَّة وتطويرها، وتنسيق أوجه النَّشاط الوطني للعلوم والتقنيَّة والابتكار، وتوفير أوجه الدَّعم للبحث العلمي والتطوير التَّقني في المملكة، مع الاستثمار في تطوير التقنيَّة.
وقال معاليه: إن مناسبة توقيع هذه الشراكة أعدّها مهمة جدًا. والمدينة تفخر بالتعاون مع وزارة الدفاع.. وهي من أهم القطاعات في منظومة العلوم والتقنيَّة، حيث إن لها نشاطات في مجالات عديدة تغطي جوانب تراها من جانبها علميَّة وتقنيَّة كبيرة.
وأكَّد السويل أن وزارة الدفاع مرتعٌ لتطوير القدرات البشرية الثمينة في هذا البلد.. ونحن اليوم نوقع هذه الوثيقة، مشيرًا إلى أن الأصل بين الجهات الحكوميَّة هو التعاون والتَّفاهم ولكن توقيع هذه المذكرات هو تعريف بمسؤوليات وواجبات ومشكلات أدقُّ للتوثيق.
وأشار السويل إلى أن التعاون بين وزارة الدفاع وهذه المدينة كبيرٌ وعميقٌ وقديمٌ جدًا.. وأنني أقدر لسمو الأمير تركي نائب رئيس المدينة مجهوداته وتفاعله مع مثل هذا المشروع.. وثمرة هذا المشروع.
وأضاف أن مثل هذا التعاون وهذا المشروع مثالٌ يحتذى به للتعاون بين المؤسسات الحكوميَّة.
وقال السويل: إن وضع التقنيَّة في المملكة جيّدٌ جدًا وخصوصًا بعد تنفيذ الخطة الوطنيَّة للعلوم والتقنيَّة من خلال مؤشرات كبيرة.. وهي تدلُّ على أن الوضع العلمي والتقني في المدينة تقدم منذ أن وضعت الخطة في عام 2007م.
وأضاف أن رسالة المدينة ووزارة الدفاع تتطابق في مهام كثيرة وهذه المهام سوف تسخّر لتطويع التقنيَّة لخدمة هذا الوطن.
كلمة رئيس الأركان
عقب ذلك ألقى معالي رئيس هيئة الأركان العامَّة بوزارة الدفاع الفريق أول الركن حسين بن عبد الله القبيل كلمة قال فيها:
يشرِّفني أنا وزملائي في وزارة الدفاع أن نكون في هذا الصرح العلمي الذي يخدم الوطن.. ولا شكَّ أن التوقيع على هذه الاتفاقية هو للتوثيق، حيث إن تعاوننا مع هذه المدينة منذ مدة طويلة وإن شاء الله بتوقيع هذه الشراكة التي حدَّدت مجالات التعاون بين وزارة الدفاع وهذه المدينة من أجل الإسراع في هذا التعاون.
وأضاف القبيل بأن وزارة الدفاع أهم جهة في المملكة تستفيد وتحتاج إلى العلوم والتقنيَّة، مشيرًا إلى أن العمليات القتالية الحالية تغيَّرت تغيرًا جذريًّا عمَّا سبق، كنَّا نقاتل في السابق بالسَّيف والرمح.. والآن بمعدات مُعَقَّدة، تتطلب بحوثًا مستمرة وتتطلب مثل هذا التعاون وخصوصًا أن كثيرًا من أنظمة التسليح في القوات المسلحة في الوقت الحاضر تستطيع أن تحصل على ما تريد وأحيانًا لا تستطيع لوجود قيود عليها.. خاصة بعض المنظومات ذات الأَهمِّيّة التي تمتلكها دول محدَّدة.. ولكن من خلال هذه الاتفاقية مع مثل هذه المدينة نستطيع أن نوجد بعض متطلباتنا لأفرع قواتنا المسلحة بإمكاناتنا الذاتية.. خاصة أن هذه المدينة بها مئات العلماء والباحثين.
وأبان القبيل بأننا ننطلق اليوم انطلاقة متسارعة لنوفر متطلبات قواتنا المسلحة من خلال أيادٍ وطنيَّة.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن أهمية مثل هذا المشروع وهذا التعاون لوزارة الدفاع أجاب القبيل: هذه المذكرة لها أهمية كبيرة، حيث ستوفر لنا العديد من الاحتياجات لمنظومات التسليح أو المنظومات الأخرى المرتبطة بعمل القوات المسلحة، وكما قلت الأهمّ أننا سوف ننطلق بأيادٍ سعودية.
وأجاب رئيس المدينة د. محمد السويل على سؤال لـ(الجزيرة) عن مجالات التدريب هل تضمن هذه الاتفاقية؟ أجاب معاليه بالطبع التدريب مهمٌ جدًا وهو جزءٌ وأساسيٌّ من هذه الاتفاقية وخصوصًا النظم التي ترغب الوزارة أن المدينة تتعاون فيها.
وحول سؤال لنائب رئيس المدينة سمو الأمير تركي بن سعود عن هذه الاتفاقية أجاب سموه: إن هناك تعاونًا ومجالات عديدة في شتَّى مجالات التقنيَّة ونريد أن نؤكد على شيء مهم، وزارة الدفاع الآن أنشأت إدارة خاصة للعلوم والتقنيَّة والمدينة تسعى مع وزارة الدفاع من خلال هذه الإدارة لتمكين الإدارة بأن تقدم الخدمات لجميع أفرع القوات المسلحة وتدعم المدينة بِكلِّ المجالات من خلال القدرات الموجودة في المدينة ومن خلال دعم البحث العلمي في وزارة الدفاع. وهناك مشروعات مشتركة بين الجهتين وهناك اهتمام في وزارة الدفاع لبناء قدراتها الذاتية في مجال العلوم والتقنيَّة والتعاون مع المدينة وهذا هو الإطار العام لهذا التعاون.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن استفادة المصانع الحربية من هذه الاتفاقية لتطوير الصناعات في هذه المصانع أجاب معاليه: بالتأكيد المصانع الحربية هي من يستفيد من هذه الشراكة مع المدينة وهي جهة منفذة لمتطلبات واحتياجات وزارة الدفاع.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن مشروع تصنيع الطائرات العمودية أجاب سمو الأمير تركي بن سعود بأن مشروع الطائرات مشروعٌ مهمٌ وقائمٌ.. وقريبًا ننتهي منه ويكون جاهزًا خلال هذه الأيام.. وهذه الطائرات مدنية.
وحول برنامج إطلاق أقمار صناعيَّة أجاب سموه بأن برنامج الأقمار الصناعيَّة مستمر منذ فترة وهناك تعاون مع وزارة الدفاع، هناك قمر مع وكالة الفضاء ناسا سوف يطلق هذا العام ومن المتوقع في (أكتوبر) هناك تجربة بالتعاون مع وكالة الفضاء (ناسا) لإطلاق قمر سعودي مصنع في المدينة وإن شاء الله نطمح أن يكون العام القادم أو الذي يليه لإطلاق قمر الاستشعار عن بعد.. ويلي هذا إطلاق قمر خاص بالاتِّصالات.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) لمعالي رئيس هيئة الأركان حول توقيع هذه الشراكة: هل يعني حل معاناة وزارة الدفاع في الحصول على المعلومات والتقنيات الحديثة؟ قال: لا نقول بأن هناك معاناة. وزارة الدفاع تقوم بتأمين بعض متطلباتها من خلال المؤسسة العامَّة للصناعات الحربية ومن خلال مشترياتها من الدول الصديقة، ولكن من خلال هذه الاتفاقية نستطيع أن نوطن التقنيَّة وقدراتنا الذاتية من خلال هذا الشراكة.