|
العواصم - وكالات:
أكدت المملكة أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في رصد الانتهاكات الجسيمة والواسعة التي ترتكبها السلطات السورية بحق أبناء الشعب السوري. وطالبت المملكة في بيانها الذي ألقاه مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف الدكتور عبد الوهاب عطار خلال الحوار التفاعلي لمجلس حقوق الإنسان مع البعثة الدولية لتقصي الحقائق في سورية ، بضرورة توحيد الموقف الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في سورية.
وأوضح الدكتور عطار أن رئيس البعثة الدولية قدم معلومات مهمة تؤكد الوضع المتدهور لحقوق الإنسان في سورية التي تشير إلى وقوع جرائم ضد الإنسانية ارتكبت بحق الشعب السوري على أيدي قوات النظام بما في ذلك القتل والتعذيب وهتك الأعراض والاختفاء القسري وغير ذلك من الأفعال غير الإنسانية.
وبين الدكتور عطار أنه في ظل استمرار دعم بعض الأطراف الدولية الفاعلة للنظام السوري يصر النظام على المضي في فرض الحل العسكري بكل ما ينطوي عليه ذلك من سفك للدماء البريئة وتدمير البلاد واستخدام الأسلحة المدمرة كإطلاق صواريخ سكود والمدفعية الثقيلة على المناطق المدنية.
وأكد مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أن الوضع في سورية قد بلغ حداً مأساوياً يحتم على الجميع التعاون لنصرة الشعب السوري وإنهاء محنته والعمل على انتقال السلطة بجميع الوسائل الممكنة.
في المقابل قال محققون يعملون في مجال حقوق الإنسان تابعون للأمم المتحدة أمس الاثنين إن هناك تقارير تفيد بأن الحكومة السورية تستخدم ميليشيات محلية تعرف باللجان الشعبية لارتكاب جرائم قتل جماعي في بعض الأوقات تكون ذات طبيعة طائفية. وقالت لجنة التحقيق في سورية التابعة للأمم المتحدة التي يرأسها البرازيلي باولو بينييرو في أحدث تقاريرها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف «في اتجاه مزعج وخطير اتخذ القتل الجماعي الذي يزعم أن اللجان الشعبية ترتكبه منحى طائفيا في بعض الأوقات. «وأضاف التقرير «قامت الحكومة فيما يبدو بتدريب بعضهم وتسليحهم.»
ومضى التقرير الذي صدر في عشر صفحات يقول إنه تم توثيق نشاط اللجان الشعبية في أنحاء سورية «، حيث هناك مزاعم عن أنهم في بعض الأحيان كانوا يشاركون في عمليات تفتيش من منزل إلى منزل وفحص وثائق الهوية والاعتقالات الجماعية والنهب والقيام بدور المخبرين.» ودعا بينييرو إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي قال إنها تسببت في «موجة عارمة» من عمليات النزوح.
الى جانب ذلك فقد ذكر المبعوث العربي الأممي المشترك لسورية الأخضر الإبراهيمي أمس ان سورية ربما تصبح أسوأ من الصومال ما لم يتم التوصل إلى حل سلمي لـ «أهم قضية في العالم اليوم». وأضاف الإبراهيمي عقب لقائه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «كما قلت من قبل ، إما أن يكون هناك حل سلمي توافقي سياسي وإما سيكون الوضع مشابها أو حتى أسوأ من الصومال».
وعلى الصعيد الميداني قصفت الطائرات الحربية السورية حي بابا عمرو في حمص بوسط سورية الاثنين بعد يوم من قيام مقاتلي المعارضة بزحف مفاجئ على معقلهم السابق الذي ظل الجيش السوري يسيطر عليه طوال عام.
من جانب آخر أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 46 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الاثنين بينهم تسعة، امرأة وأربعة أطفال وأربعة مقاتلين معارضين، في انفجار لم يعرف سببه داخل منزل في بلدة البريهة في محافظة دير الزور (شرق)، بحسب ما ذكر المرصد السوري. فيما تمكنت الشرطة التركية أمس من اعتقال أربعة سوريين مرتبطين بنظام دمشق ويشتبه في انهم نفذوا الهجوم بسيارة مفخخة في شباط / فبراير على الحدود التركية - السورية الذي أدى إلى مقتل 14 شخصا، كما أعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر.