Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 11/03/2013 Issue 14774 14774 الأثنين 29 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

مثل شعبي نردده كلما سمعنا برأي غريب ومخالف، ونظن أن من قاله غير مقتنع به، وهو (خالف تعرف) مثل صادق، فكثير من الآراء التي يكتبها بعض الكاتبين سواء في الصحافة أو في مواقع التواصل الاجتماعي أظن ظناً يصل لليقين أنهم غير مقتنعين بما يكتبون، ولكنهم يعانون من مرض حب الشهرة، ولذا لا بد أن يخالفوا الرأي السائد أو الصائب، لعلهم يثيرون ضجة تلفت إليهم الانتباه.

هؤلاء قد نمرر لهم بعض ما يكتبون ونغض الطرف عنه كونه يأتي على قضايا هامشية أو شكلية لا تقدم ولا تؤخر، ولكن الذي لا يمكن أن نقبله ولا نجيزه، ونطالب بتجريم من يثيره عندما يكون الأمر متعلقاً بأمن الوطن وسلامة المواطن، عندما يكون التشكيك في علماء الشريعة ونزاهتهم أو عندما يتطاول الأقزام على القيادة السياسية للبلاد، فإن ذلك غير مقبول بأي شكل من أشكال ما يسمى الحرية الفكرية أو الصحافية، نحن لا نقدس الأشخاص، ولا ندعي عصمة لأحد كائن من كان، ولكننا نقف سداً منيعاً عندما يأتي أحدهم ويصف عالماً من علماء الشريعة الغراء عُرف بصدقه وأمانته وعلميته بأنه عالم سلطة أو باحث عن شهرة أو شيخ محلل (أي يحلل كل حرام) فإن هذا القول فضلاً عن أنه قذف مباشر وخطير فإنه يعد انتهاكاً لحرمة الوطن وإخلال بأمنه، كون العلماء هم القوة الشرعية للدولة، والتطاول عليهم أعتبره نوعاً من أنواع الإرجاف في الأرض.

ومن أنواع الآراء التي تأتي في سياق البحث عن شهرة أو كسب الدهماء من الناس التطاول على القيادة بأي شكل من أشكال التطاول سواء من حيث التشكيك في ذممهم أو في عقولهم أو في آرائهم، والمناداة بحرية الرأي ! وهذا بلا شك من أعظم الجرائم التي ممكن أن تُرتكب في حق الوطن، فالوطن خط أحمر لا يجوز أن يكون ساحة للتجريب.

خيمة الوطن التي يتفيأ ظلاله الجميع إن سمحنا لغلمان العقول أن يعبثوا بنسيجها فستحرقنا جميعاً شمس الهجير يوماً ما، وإن وقفنا حُماة دون هؤلاء الغلمان ومنعناهم من مس أي خيط من خيوطها بقيت سامقة تقينا بعد الله عاديات الزمن.

إن مسؤولية حماية الوطن ليست مسؤولية القيادة وليست مسؤولية المؤسسة الأمنية وليست مسؤولية العلماء ولكنها مسؤولية الأب والأم والأخ والأخت، مسؤولية المعلم والمعلمة، مسؤولية الجميع دون استثناء.

الوطن ليس للأسرة الحاكمة بل لكل الأسرة السعودية، وقد يكون وطننا استثناء من بين أوطان العالم كله، فهو وطن لكل مسلم، فأمنه أمن المسلمين جميعاً، فهو قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم.

إن حرية الرأي ليست على إطلاقها، فالرأي الذي يسبب فتنة مرفوض، والرأي الذي يسبب فرقة مرفوض، والرأي الذي يشكك في دين أو وطن مرفوض، أما الرأي الذي يساعد على الوحدة ويكون عوناً للمسؤول في أداء عمله على الوجه الأكمل فهو الرأي المطلوب.

لنكن يداً واحدة، وندع التنابز والتقاذف والاتهام داخل خيمتنا، ونوجه جهدنا كله لحمايتها والذود عن أعمدتها وأطنابها، حفاظاً على بقائها سامقة.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com
تويتر: @almajed118

حديث المحبة
لباس الشهرة.. وخيمة الوطن
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة