هناك تساؤلات تُثار في الشارع الرياضي حول مشروعية مشاركة لاعب النصر الجديد (خرستياس) مع فريقه في المباراة التي أقيمت على كأس ولي العهد أمام فريق الهلال وذلك بديلاً عن لاعبه المصاب.
والحقيقة أن تلك التساؤلات محقة ومشروعة في ظل الصمت المطبق من قبل اتحاد القدم حيال الموضوع خصوصاً بعد أن رفض الاتحاد العربي مشاركة اللاعب في البطولة العربية وذلك حسب الأنظمة المتبعة في مثل هذه الحالة رغم موافقة الاتحاد الدولي (فيفا) على المشاركة في المباراة المذكورة أعلاه وذلك بناء على الطلب الذي رفعه الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو نفس الطلب الذي رفضه الاتحاد العربي.
ولعل الفارق بين الاتحادين العربي والدولي في مسألة الرفض والقبول هو (اللغة) التي تم التخاطب بها مع كلا الاتحادين. فالاتحاد العربي قد درس الحالة من حيث المبررات والحيثيات التي وردت بالطلب بالنص العربي ومن هنا تم الرفض، لأن لغة التخاطب واحدة لا لبس فيها، وكما يقول سيد مكاوي (الأرض بتتكلم عربي). فليس هناك كلمة غامضة ولا ترجمة يشوبها سوء فهم، بل كل الأمور واضحة ولا تحتاج إلى تفسير وربما كانت المبررات معروفة قبل تقديم الطلب، لذا تم التعامل حسب الأنظمة والقوانين كما هي دون الحاجة إلى استفسار أو استصدار الأمر من (فيفا)، لأن هناك نصًا واضحًا وصريحًا في مثل تلك الحالة. وهنا لا أقلل من صرامة ونظامية الاتحاد الدولي في مثل هذه الأمور ولكن هناك حاجز (اللغة) الذي ربما كان له دور في تعزيز الطلب، فهو يتعامل حسب ما يرده بالنص الذي أمامه وعلى ضوء ذلك يتم اتخاذ القرار.
عمومًا، وبما أن الاتحادين السعودي والعربي خاضعان لنظام (فيفا)، فكان حرياً أن تكون القرارات متشابهة سواء بالرفض أو القبول، ولكن، وآه من (لكن) هذه وما بعدها، فلها من القوة والحصانة ما يجعلها حاضرة في الكثير من المناسبات وربما قلبت الحق باطلاً والعكس أيضاً. فلغتنا الجميلة فضفاضة وفضائها رحب وخيالها واسع ولدينا (نص) القانون وكذلك (روحه) وقد نغرق في التفسير أحياناً وربما نحتاج لتفسير التفاسير أيضاً وهذا طبعاً خاضع للرغبة والتوجه.
عموماً يبدو أن رئيس اتحاد القدم الجديد لا يستطيع سد الفراغ الذي تركه من سبقوه بهذا المنصب ولا يمكن لنا إلا أن نقول (يا فرحة ما تمت).. فقد فرح الجميع بالانتخابات الوليدة التي أفرزت قيام هذا الاتحاد المنتخب، ولكن يبدو أن هذه الفرحة لم تدم طويلاً بعد أن صدمت بالواقع وربما نعود لنقول: (يا ليتنا من حجنا سالمينا)، فقد أثبت هذا الاتحاد من خلال الفترة القصيرة بأنه لا يستطيع أن يفي بمتطلبات المرحلة ولا يملك القدرة على التفاعل مع الأحداث بدليل بعض القضايا التي دخلت دهاليز الاتحاد وما زالت عالقة في الأدراج، ولعل أقصى ما يستطيع القيام به ذلك البيان الذي أصدره بعد مباراة العربي الكويتي مع النصر والذي تضمن (الشجب) و(الشكر) معاً كنتاج لأبشع لقطة مقززة تشهدها الملاعب الكروية والتي شاهدها الكثير من المتابعين بالعالم العربي على الهواء مباشرة.. وهذا أقصى ما يمكن أن يقوم به اتحاد بهذا المستوى من الضعف والهشاشة.
ولكي ندرك الفارق فما علينا سوى الرجوع إلى الوراء قليلاً ونستذكر تلك القرارات التي صدرت بحق بعض اللاعبين من الخارجين عن النص في منافسات خارجية سابقة وأنا هنا لا أعلق على الحدث ولا يعنيني ذلك سواء من حيث (الفعل) أو (النتيجة) بقدر ما هي قراءة لواقع اتحاد الكرة الحالي الذي أعتقد أنه لم يستطع التعامل مع بعض الأحداث الطارئة، فالطريقة التي بدت ملامحها تلوح تعطي الانطباع عن ذلك لأنها هي المحك الذي يمكن من خلاله الحكم على النجاح من عدمه.
ختاماً يقول المثل: (الليلة الظلما تبين من عشاه) وفيها يفتقد البدر أيضاً.