|
الجزيرة - عبد الرحمن المصيبيح:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الهيئة، صباح اليوم الأحد 28 ربيع الآخر 1434هـ، تدشين مشروع امتداد طريقي أبي بكر الصديق والعروبة عبر قاعدة الرياض الجوية، وافتتاح نفق تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق العروبة، ووضع حجر الأساس لمشروع نفق صلاح الدين الأيوبي في تقاطعه مع طريق مكة.
وأوضح المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، أن افتتاح هذا المشروع الكبير سيكون من شأنه إحداث أثر إيجابي كبير على حركة السير في كافة أرجاء المدينة بمشيئة الله، من خلال رفع القدرة الاستيعابية للطريقين، وتفعيل الترابط بين جهات المدينة المختلفة، وتخفيف حجم الحركة المرورية على الطرق الرئيسية الأخرى في العاصمة.
إتاحة حرية النقل
وتعمل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على تنفيذ مشروع امتداد طريق أبو بكر الصديق جنوباً عبر قاعدة الرياض الجوية حتى التقائه بطريق صلاح الدين الأيوبي وكذلك امتداد طريق العروبة من تقاطعه مع طريق الملك عبد العزيز حتى التقائه مع طريق عبد الرحمن الغافقي عند تقاطعه مع الطريق الدائري الشرقي، ليساهم المشروع بعد تنفيذه في إتاحة حرية التنقل عبر قاعدة الرياض الجوية من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب دون معوقات في حركة السير أو توقف في حركة الطيران داخل القاعدة.
خطوات كبيرة
وقد خطى هذا المشروع العملاق خطوات كبيرة بعد أن قام مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة بإعداد التصاميم الهندسية للطرق المقترحة بالتنسيق مع القوات الجوية فيما يتعلق بالمواصفات الفنية والاحتياطات الأمنية، إلى أن وقّعت الهيئة عقود التنفيذ مع شركة المباني السعودية، والتي فازت بالمشروع وسط منافسة مع تسعة مقاولين من داخل المملكة وخارجها تقدموا بعطاءاتهم لتنفيذ المشروع.
أثر إيجابي على الحركة
تحقيق هذا المشروع له آثار إيجابية كبيرة على حركة السير في كافة أرجاء المدينة يحدثها بمشيئة الله تنفيذ امتداد كل من طريق أبي بكر الصديق جنوباً عبر قاعدة الرياض الجوية حتى التقائه بطريق صلاح الدين الأيوبي، وامتداد طريق العروبة من تقاطعه مع طريق الملك عبدالعزيز حتى التقائه مع طريق عبد الرحمن الغافقي عند تقاطعه مع الطريق الدائري الشرقي، بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع الذي يستغرق 36 شهراً.
موافقة كريمة من الأمير سلطان
هذا المشروع الرئيس، جاء إثر الموافقة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله-؛ على تنفيذ امتداد الطريقين عبر قاعدة الرياض الجوية، واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بكل من شأنه النهوض بالمدينة وتيسير حياة سكانها، وفي مقدمة ذلك تدعيم شبكة الطرق في المدينة، وتسهيل حركة التنقّل عبرها، وتفعيل ترابط جهات المدينة المختلفة ببعضها.
خدمة 560 ألف مركبة يومياً
وسوف يسهم هذا المشروع في رفع القدرة الاستيعابية للطريقين عبر خدمة أكثر من 560 ألف مركبة يومياً، إضافة إلى تخفيف حجم الحركة المرورية على كل من طريق مكة المكرمة والطريق الدائري الشرقي وطريق الملك عبدالعزيز وطريق الملك فهد، وهو ما من شأنه المساهمة في خفض عدد الكيلومترات المقطوعة في المدينة بمقدار 129 ألف كيلو متر في اليوم، وخفض عدد الساعات المنقضية على الطرق بأكثر من 58.800 ساعة في اليوم.
متطلبات «عملياتية وأمنية»
ويجرى تنفيذ امتداد الطريقين بالتنسيق فيما بين لجان مختصة مشكَّلة من كل من وزارة الدفاع والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، نظراً لما يستدعيه المشروع من تحقيق العديد من المتطلبات العملياتية والأمنية، وتضمين جميع الاعتبارات والمواصفات والمتطلبات الفنية والمعايير الخاصة بأنظمة الطيران الدولية.
وتتضمن هذه المتطلبات والمعايير المحافظة على جاهزية استخدام القاعدة والمدارج والمساعدات الملاحية أثناء التنفيذ، وإعادة إنشاء المنشآت الحالية التي تعترض مسار الطريقين، بما فيها منشآت قوات الدفاع الجوي، وساحات وقوف الطائرات بما يشمل توسعة ساحة وقوف الطائرات الشمالية، وممرات المدارج بما يتضمن تعديل الممر الموازي لأحد مدرجات هبوط وإقلاع الطائرات، إضافة إلى مد نظم الاتصالات والخدمات التي تعترض مسارات الطرق.
11 كيلومتراً من التطوير
ويبلغ الطول الإجمالي لمشروع امتداد كل من طريق أبي بكر الصديق من جنوب طريق الملك عبدالله حتى التقائه مع طريق صلاح الدين الأيوبي وطريق الملك عبدالعزيز، وطريق العروبة من تقاطعه مع طريق الملك عبدالعزيز حتى التقائه مع طريق عبدالرحمن الغافقي عند تقاطعه مع الطريق الدائري الشرقي، نحو 11 كيلومتراً، بعرض قدره 60 متراً.
وسيشتمل كل طريق على ثلاثة مسارات للطريق الرئيسي، ومسار للطوارئ في كل اتجاه، ومسارات خاصة للمداخل والمخارج، إضافة إلى إيجاد جزيرة وسطية عرضها 3.5 متر، بينما سيتم تخصيص حرم للطريقين مكون من مسارين في كل اتجاه، سيعمل كطريق لخدمة سيارات الطوارئ والأمن، في الوقت الذي يمكن فيه استخدامه مستقبلاً كطريق لخدمة المناطق المجاورة بعد تطويرها.
أنفاق تحت المدارج بطول 2.2كم
ويتضمن أحد أركان المشروع يتمثَّل في تنفيذ أنفاق مغلقة تحت مدارج الطائرات بطول إجمالي قدره 2.2 كيلومتر، يقع ثلاثة منها تحت مدارج الطائرات، ونفق بطول 90 متراً مع جسر بطول 210 أمتار عند مداخل مقر قيادة الدفاع الجوي.
جسور وتقاطعات
كما سيتضمن المشروع إنشاء عدة جسور وتقاطعات حرَّة على الطريقين، وتنفيذ شبكات وأنظمة جديدة للخدمات، إلى جانب تحويل القائم منها حالياً والذي يقع في مسار المشروع، فضلاً عن أعمال الزراعة والري والرصف والإنارة، وتركيب أنظمة المراقبة الأمنية، وأنظمة السلامة، وأنظمة الإدارة المرورية، والنظام الإرشادي والتوجيهي، ومباني التحكم والخدمات.
تصريف المياه الأرضية
ونظراً لوقوع المشروع في منطقة تتسم طبيعة التربة فيها بارتفاع منسوب المياه الأرضية، فقد تطلب المشروع تصميم نظام دائم لتصريف المياه الأرضية، يستفيد من التجارب والخبرات التي اكتسبتها الهيئة في هذا المجال، إثر تبنيها البرنامج العلاجي لمشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في عدد من أحياء الرياض.
(الجزيرة) تلتقي بالمواطن
وانتهزت (الجزيرة) وجود أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين الذين يزاولون رياضة المشي بالقرب من المشروع لتتعرّف على مشاعرهم وانطباعاتهم، فكان للقاء الأول مع المواطن محمد الرشيد، فقال حقيقة إنه باكتمال هذا المشروع سوف يضيف نقلة نوعية في مجال النقل ويخفف من المعاناة والازدحام والاختناقات المرورية، وأشكر الهيئة العليا لتطوير الرياض على تنفيذها هذا المشروع.
وأبدى المواطن المهندس محمد الدوسري سعادته لتنفيذ هذا المشروع، وقال: كل ما نتمناه من المواطنين والمقيمين التحلّي بالصبر لأن هذه المشاريع تحتاج لوقت كاف في التنفيذ. علينا جميعاً التعاون في هذا الشأن.
وفي السياق قال المواطن إبراهيم اليحيا: الحقيقة أسعدتني إطلالة هذا المشروع ونحن أثناء المشي نشاهده ونرتاح ونسعد بتنفيذ مثل هذه المشاريع لأن مدينة الرياض تتوسع وتتطور يوماً بعد يوم والحاجة تدعو لملاحقة هذا التطور خاصة في مجال النقل. وأشكر جريدة الجزيرة على هذا الاهتمام.
وقال السيد محمد أحمد من مصر ويعمل في مجال الهندسة حقيقة هذا المشروع رائع ومحقق للآمال، وسوف يساهم في فك الاختناقات المرورية لأن الرياض بحاجة ماسة لمثل هذه المشاريع.
وشدد المواطن سليم العنزي على أهمية التعاون والمحافظة على مثل هذه المشاريع لتبقى مدة طويلة في تسهيل حركة السير، والشيء الجميل في هذا المشروع أن يربط كافة جهات المدينة.. وشكراً لكل من ساهم في تنفيذ هذا المشروع.