وضعت المحاكم لإنصاف المظلومين، أفراداً وجماعات ودولاً، ولهذا فإن من يخشى التوجه إلى المحاكم يشعر بأنه مذنب وأنه سيواجه حكماً ينصف من اعتدى على حقه، وهذا بالضبط ما يشعر به من يحمون الكيان الصهيوني من محاسبة الأسرة الدولية التي ضاقت ذرعاً بانتهاكات الكيان الإسرائيلي الذي يعد النظام الدولي الوحيد الذي يخرق القوانين والمواثيق الدولية، ومع هذا لم يحاسب أو يعاقب على هذا الخرق لقيام بعض الدول الغربية بالدفاع عن هذا الكيان رغم الخرق الفاضح!
ومن أكثر الدول تبرعاً بالدفاع عن الكيان الإسرائيلي ومنع الأسرة الدولية من معاقبة الولايات المتحدة الأمريكية وجارتها الشمالية، كندا التي هدد وزير خارجيتها جون بيرد بوقف المساعدات التي تقدمها بلاده لدولة فلسطين في حال توجهت القيادة الفلسطينية إلى المحكمة الدولية لمقاضاة الكيان الإسرائيلي ومحاسبته على مجمل الانتهاكات التي ترتكب يومياً ضد الشعب الفلسطيني.
كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تساءل في تصريحات للإذاعة الفلسطينية بعد أقوال وزير الخارجية الكندي: (لماذا هذا العداء الذي تمارسه كندا بشكل فاضح وصريح ضد الشعب الفلسطيني؟)
وأضاف عريقات: «إن من يخشى المحاكم الدولية عليه إلزام إسرائيل بوقف الجرائم وعلى الوزير الكندي أن يركز على ما يحدث في الأرض الفلسطينية».
وجاءت تهديدات وزير الخارجية الكندي خلال خطاب أمام أعضاء (اللوبي الصهيوني- الإيباك) في الولايات المتحدة، ووجه الوزير (بايرد) في حديثه تهديداً جديداً مفاده أن السلطة الفلسطينية ستشعر بنتائج شديدة إذا ما واصلت مسعاها في ملاحقة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وتساءل عريقات: «هل سمع وزير الخارجية الكندي بما تمارسه إسرائيل من عنصرية وتمييز ضد الفلسطينيين لم تحدث حتى في جنوب إفريقيا؟»
وطالب عريقات كندا بإعادة حساباتها ومعيارها، معتبراً أنها مسؤولة عن نفسها وتصريحاتها ولذلك ما صدر عن وزير الخارجية الكندي يتنافى مع القوانين.
موقف كندا هذا يعبر عن قلق معسكر أصدقاء إسرائيل الذين يساندوها في تحديها للقوانين والمواثيق الدولية، قلق نابع من كثرة تجاوزات ومخالفات إسرائيل التي لم يعد أحد يحتملها لا الشعب الفلسطيني ولا الأسرة الدولية التي ضاقت ذرعاً بهذه التجاوزات التي فاقت كل الضوابط الإنسانية والأخلاقية والتي تجاوزت الأرض التي تعرضت إلى الضم القسري إلى الكيان الإسرائيلي، وشملت الانتهاكات الإسرائيلية كل ما هو موجود على الأرض من نباتات حيث يجري حرق واقتلاع أشجار الزيتون كما يتم قتل وذبح المواشي انتقاماً من أصحابها الفلسطينين بالإضافة إلى عمليات القتل اليومي للفلسطينيين والاعتقالات العشوائية وممارسة التعذيب الجسدي والنفسي للمعتقلين.
الكيان الإسرائيلي بشهادة كثير من الحقوقيين، هو الكيان الوحيد المتمرد على الشرعية الدولية التي يجب أن تحاسبه على جرائمه التي لا تحصى والتي يحاول أصدقاؤه المنحازون للظلم تجنيبه من محاكمة تنصف المظلومين.
jaser@al-jazirah.com.sa