لماذا بعض الشركات تتكبد خسائر سواء أكانت خسائر موسمية أم سنوية. إذا كانت هذه الشركات حديثة في عالم الصناعة فمن المرجح أن تكون أسباب خسارتها عدم وجود جدوى اقتصادية يعتمد عليها في تنفيذ المشروع أو ضعف الإدارة. أما إذا كانت الشركة قائمة ومنتجة فهناك أسباب كثيرة للخسارة المالية منها. المواد الخام تتذبذب أسعار المواد الخام حسب العرض والطلب مما يؤثر على تكلفة إنتاج المنتج أو نقص المواد الخام وعدم وجود مخزون يكفي للإنتاج وهذا يؤدي إلى تخفيض الإنتاج وبالتالي زيادة تكلفة الإنتاج، العامل الآخر توقفات المصنع غير المجدولة وذلك بسبب ضعف الصيانة الدورية وسوء التشغيل مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج، وعامل آخر سوء التسويق تراكم المخزون وعدم وجود عملاء جدد أو المنافسة أو ارتفاع تكلفة الشحن والتأمين مما يقلل من كميات البيع ويخفض الدخل وبالتالي الأرباح، وعامل آخر عدم وجود خطة إستراتيجية واضحة المعالم للشركة فهي تدور حول نفسها ولا تعرف أين تتجه مما يساعد الإدارة في التخبط وعدم وضوح المستقبل القريب، وعامل آخر ضعف الإدارة وعدم استطاعتها اتخاذ القرارات السليمة والتداخل بين الصلاحيات بين المديرين والتخبط وسوء الإدارة والعشوائية في قيادة الآخرين، وعامل آخر عدم وضع جدول للصيانة الدورية وتأخر عملية الصيانة مما يؤدي إلى عدم توفر قطع الغيار وهذا يؤدي إلى تذبذب الإنتاج اليومي ويخفض الإنتاج الشهري. إن خسارة الشركات تأتي بسبب عدم تفهم الإدارة العليا لسياسات الشركة وضعفها وعدم ملاءمتها للواقع وعدم التحديث لتلك السياسات. وهناك عامل مهم وهو عدم معرفة معنى المنافسة ومبادئ المنافسة وكيفية المنافسة مما يؤدي إلى انخفاض الحصة السوقية في بعض الأسواق أو جميعها وهذا يؤدي إلى انخفاض كميات المبيعات. كذلك ارتفاع فاتورة الكهرباء والماء والمنافع الأخرى ارتفاعاً كبيراً مما يؤثر على تكلفة الإنتاج. هناك بعض الشركات تملك عدة مصانع فالخسائر تكون غير معروفة لكل مصنع، حيث بعض المصانع تغطي خسائر المصنع الآخر بعكس في حالة إذا كان مصنعاً وحيداً مستقلاً فالخسائر تكون غير مغطاة. الأزمات الاقتصادية التي تحدث بين الحين والآخر قد تؤثر سلبيّاً على بعض المصانع في تراكم المنتج وتخبط الإدارة حيال هذه الأزمة وهذا يؤدي حتماً إلى الخسارة غير المتوقعة. إن انقطاع الكهرباء أو تذبذب الكهرباء يؤدي إلى توقف بعض المصانع لعدة ساعات أو أيام قليلةهذا يؤدي إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع تكلفة الإنتاج وصعوبة المنافسة خصوصاً في الأسواق العالمية. إن انقطاع التيار الكهربي في المصنع سيؤدي إن عاجلاً أو آجلاً إلى ارتفاع في الأسعار على جميع المنتجات. إن عدم وجود نظام حديث للمطافئ وعدم اتباع التعليمات سيؤدي إلى نشوب حريق أو حرائق هنا وهناك وهذا العامل مدمر وربما يؤدي إلى كارثة بيئية خطيرة أو حريق صغير يؤدي إلى تعطل الإنتاج وما يلحق ذلك من خسائر في الإنتاج وزيادة التكلفة. لا يشغل القيادة العليا سوى تفادي الخسارة أو الخسائر المتكررة أو القضاء على الخسائر المتراكمة لن يحدث ذلك في ظل إدارة ضعيفة تتردد في اتخاذ القرارات إدارة دكتاتورية. لماذا تخسر بعض الشركات؟ سؤال أجبت عن بعض أسبابه لكن هناك أسبابا أخرى أتركها للذين يعبرون جسر الخسارة إلى أرض الأرباح وجني الأرباح.
