|
قصة من قومية هان
من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال
كان هناك ثعلب من أسوأ الحيوانات في الغابة، وكان مكروهاً من الجميع، لأنه يخدعهم دائماً، ويحتال على كل واحد، ولم يبق هناك حيوان في المكان كله لم ينخدع به، ولكن منذ وقت طويل لم يفلح أحد في إيجاد طريقة للانتقام منه.
وذات يوم جلس قرد في الغابة على شجرة وشرع يفكر، وظل يعصر ذهنه إلى أن أصبح جبينه كتلة من التجعدات، وأخيراً توصَّل إلى خطة، فاندفع يتشقلب على الأرض ليخبر بها الأرنب الذي كان يسكن في جحر تحت الشجرة، وأخبره بفكرته، ولكن الأرنب لم يزد على أن طرف بعينيه في ارتياب، فقال القرد:
- تعال معي، سأريك خطتي، سأذهب إلى الثعلب، أما أنت فاذهب إلى ذلك المرتفع وراقب:
وعندما وجد القرد الثعلب دخل في المحادثة معه، فقال القرد:
- يا أخي الثعلب! هل تعرف أفضل طعام في العالم؟
فرفع الثعلب أذنيه لسماعه ذكر الطعام وقال في لهفة:
- ماذا يكون؟ أفضل طعام في العالم! إن هذا السؤال مهم جداً، قل لي!
فأجاب القرد:
- لم أعلم بذلك إلا اليوم، إنه لحم الكفل في الحصان، ولكن الحصول عليه صعب جداً، فلكي تحصل عليه يجب أن تربط ذيلك بذيل الحصان ربطاً محكماً.
فقال الثعلب في شيء من لهفة:
- لماذا يجب فعل ذلك؟
فأجاب القرد:
- لا بد لك من أن تفعل ذلك، وأن تربطه بشدة، وإلا فإنك لن تستطيع اللحاق بالحصان عندما يبدأ في الجري!
وخفض القرد صوته قائلاً:
- إنني رأيت الحصان، وأنا في طريقي إليك، مستلقياً يغط في نوم عميق.
أصغى الثعلب باهتمام بالغ إلى ما قاله القرد، ولكن لم يظهر تحمساً، وقال بهدوء:
- سأفكر في ذلك، إن مسألة أفضل طعام في العالم تحتاج إلى قدر كبير من التدبير، يجب أن نلتقي ثانية ولنتحادث مرة أخرى، ويحسن بك أن لا نخبر أحداً بذلك.
وحرّك الثعلب ذيله الطويل وانطلق يتبختر، وقفل القرد عائداً كذلك، ولم يكد الثعلب يقطع مسافة قصيرة حتى اختفى القرد، فعاد الثعلب بهدوء ليبحث عن الحصان الذي ذكره القرد.
ولم يستغرق وقتاً طويلاً في العثور على الحصان الذي ظل مستلقياً على جنبه ومستغرقاً في النوم بعد عمل اليوم، تماماً كما قال القرد، فزحف الثعلب نحوه وربط ذيله بذيله خلسة، ثم قضم من كفل هذا الحصان قضمة كبيرة، فنهض الحصان مرعوباً، ووثب وهو لا يدري ما حدث، وانطلق يعدو دون أن ينظر حوله.
وبالطبع أرخى الثعلب فكه، وبما أن ذيله لا يزال مشدوداً إلى ذيل الحصان بإحكام أصبح يجرجر على الأرض، وأخذ يصرخ:
- أوه! ما أشد هذا الألم!
وكان في حالة بائسة، فلم يعرف أي جزء من جسمه يجب أن يحميه أولاً، لحمه أم جلده أم ذيله الجميل.
ولم يكن القرد قد مضى بعيداً، فقد تسلَّق شجرة ليراقب، فاستمتع ملء العين بهذا المشهد المضحك، حيث الثعلب مسحوب خلف الحصان ثم صفق بيديه وقفز، فزلت به قدمه ووقع على مؤخرته، فاصطبغت كلها باللون الأحمر، وانفجر الأرنب الذي كان يراقب من المرتفع في ضحك مجلجل حتى انشقت شفته العليا.
ولهذا السبب فإن مؤخرة القرد لا تزال إلى الوقت الحاضر حمراء، وشفة الأرنب العليا مشقوقة، والحصان يخشى أن يستلقي لينام، بل يتمدد ويتقلب على الأرض وقتاً قصيراً عندما يكون في غاية التعب، وظهر الثعلب موسوم دائماً ببقع وقروح.
****
رسـوم
1- لارا معتز عماشة 9 سنوات.
2- نور أحمد 10 سنوات.
3- حنين سمير القطناني 9 سنوات.
4- هبة جهاد الحلبي 10 سنوات.
5- نغم محمد دعبس 9 سنوات.
6- روان عزت فاروق 9 سنوات.