السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تأملت في مقالة الكاتب سلمان بن محمد العمري، التي نشرتها صحفة الجزيرة في العدد (14743)، بتاريخ 27-3-1434هـ، وكانت بعنوان (معاريس)، فوجدت أن هناك صياغة جديدة لعنوانه وهي (متاعيس).
هنا (التعاسة) بالطبع ليست من نصيب الزوج الإفريقي ولا من حظ زوجته الآسيوية، بل التعاسة هي للمواطن الذي كبل بتنظيمات الجهات المعنية بالاستقدام والعمالة المنزلية، وقوانينها التي تُسن خدمة للغريب، وتمكنه في الدهس فوق أنفك راغماً وأنت كفيله الذي دفعت ما في جيبك له، وتدفع أيضاً من كرامتك ومن حقوقك؛ وذلك لأن (توجه المسؤول غير المسؤول) يحتم عليك دفع الأموال الطائلة والمبالَغ فيها مقارنة بما هو معمول به في الدول الأخرى، حتى أصبح البعض يسافر خارج البلد حتى يستقدم بتكاليف أقل، لماذا؟ هل خزينة بيوتنا تمتلئ ذهباً بينما نحن نيام؟ لا أعلم.
هل سنرى في المستقبل القريب لوائح وأنظمة تكفل للمواطن حقه في استقدام عامل أو عاملة من غير أن يمسك برأسه لقراءة المعوذات والأذكار ليس عشقاً وخوفاً على طفله الصغير ولكن «مرغم أخاك لا بطل»!
أصبحنا بمجرد أن نشاهد خادمة في منزل حتى تهل دعواتنا بأن (الله يتمم عليكم)، ونتضرع (بأن لا تهرب)، ونرفع الأيدي (يا رب ما تذبحكم) و(يا رب تخلص مدتها)!!
المواطن للأسف بين السرقة والهروب والقتل بسبب تغافل وتغاضي الجهات المختصة عن كرامته أولاً وحقوقه ثانياً، وذلك هو ما أوصلنا إلى هذه الأوضاع السيئة.
وشكراً لكم.
سارة الضفيان - الأخصائية النفسية