سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد قرأت مقال الكاتب د. جاسر عبد الله الحربش المنشور في العدد 14762 الصادر يوم الأربعاء 17-4-1434هـ تحت عنوان (طرح منع المشروبات الغازية للنقاش)، وألفيته موضوعا جيداً أصاب فيه الهدف، وقد ذكر عدداً من الأضرار الصحية الناتجة عن الإسراف في شرب المشروبات الغازية، ثم اقترح في النهاية طرح منع تلك المشروبات للنقاش.
أقول لأخينا الكاتب: ما ذكرته عين الصواب، ويؤيد ذلك تحذير الأطباء للمرضى من استخدام المشروبات الغازية خاصة مرضى السكري والجهاز الهضمي وفقر الدم، وأحب أن ألفت نظر الكاتب إلى أن هناك ما هو أشد من المشروبات الغازية وأولى بالطرح للنقاش في منع تسويقه بوجه عام وهو (سجاير الدخان) الذي عم شره وبلاؤه شريحة كبيرة من المجتمع، ولا يخفى ضرر التبغ وما يحتوي عليه من المواد السامة على الصحة فهو القاتل البطيء فضلاً عن خبثه وتحريم العلماء له.
فأتمنى على الكاتب أن يلحق مقاله هذا بمقال آخر ينادي فيه بطرح النقاش لمنع بيع الدخان في كافة المحلات التجارية ومنع شربه دون استثناء ولو بالتدرج، وفي نظري أن هذا ليس بمستحيل فالضرر يزال، وليس هذا بأرحم من ذاك، بل هو أشد ضراوة وفتكا.
كيف لا، وقد اكتوى بناره الصغير والكبير والذكر والأنثى، وأصبح في متناول كل أحد ويباع ويشترى علناً ويجاهر بشربه بلا حياء مع العلم بضرره وتحريمه، ولا أريد أن أسترسل في بيان مضار التدخين على الفرد والمجتمع، فهذا مما لا يخفى على أحد. وإنما الشيء بالشيء يذكر، فإذا كان هذا استياء الكاتب من المشروبات الغازية ونظرته السلبية لها مع كونها من المباحات ومما عمت به البلوى فكيف بما حرم شربه وبيعه وشراؤه.
أكرر شكري للكاتب وأتمنى له مزيداً من التوفيق، وفي انتظار مطالبته بطرح نقاش حول منع التدخين شربا وبيعاً وشراءً والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
د. إبراهيم بن ناصر الحمود المعهد العالي للقضاء