الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليَبْلُونا أيُّنا أحسنُ عملاً والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
ومات أمير الصمت والحكمة سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز، حيث انتهت أيامه في هذه الدنيا بساعاتها ودقائقها وثوانيها {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.
عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز -يرحمه الله- منذ أربعين سنة عندما كان وكيلاً لإمارة منطقة الرياض وعندما كان والدي -يرحمه الله- في سنينه الأولى بوظيفته بالإمارة نقلاً من إمارة منطقة الباحة، عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز -يرحمه الله- حيوياً ونشيطاً تحت قيادة وتوجيهات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، الذي كان أميراً لمنطقة الرياض في حينه، عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز صامتاً فلا يتكلم إلا في المفيد ولا ينطق إلا في الصالح العام، كثير الإنصات وقليل الكلام، يسمع أكثر مما يتكلم وهذا قمة الحكمة، عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز متواضعاً شديد التواضع يحب الخير للآخرين، بل يؤثرهم على نفسه ويسعد بمساعدتهم والوقوف بجانب الضعيف والمحتاج بعيداً عن الأضواء والإعلام.
عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز حكيماً في تصرفاته عادلاً في قراراته، الجميع سواسية لديه القريب والبعيد والصديق والغريب فلا ينحاز لصداقة ولا يميل لقرابة ولعل المتابع والقارئ لشروحاته وتوجيهاته على المعاملات المعروضة عليه يلحظ ذلك دون تمييز وتفرقة.
عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز زاهداً فيما عند الناس غير حريص على الثراء السريع، بل كان يميل إلى الهدوء وعدم العجلة، فإن جاء الشيء برويَّة ومرونة وإلا فالانتظار حتى يكتب الله ما يشاء، فما عند الله خير وأبقى وأعظم وأكرم.
عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز وهو يسافر في كل عام مكة المكرمة ليقضي النصف الأول من شهر رمضان المبارك بجوار الكعبة المشرَّفة وجوار والدته (رحمها الله) وقابلته أكثر من مرة وهو يطوف بالكعبة المشرفة بعد منتصف الليل.
عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز يسارع إلى مساعدة الآخرين في أي وقت وبأي مكان وتصدر عشرات التوجيهات للجهات المسؤولة وعشرات الأوامر بتحمل تكاليف العلاج في المستشفيات التخصصية.
عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز عطوفاً وصولاً يستفسر عن أحوال المواطنين والأصدقاء يزور المرضى بين فترة وأخرى والأصدقاء يشاركهم الأفراح ويقف معهم عند الأتراح.
عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز كريماً معطاءً ينفق ما بيده أولاً بأول غير مهتم بالإدخار.
عرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز ودوداً بشوشاً حتى في أحلك الظروف والأحوال يستقطب الآخرين بإنصاته وحكمته، وعرفت الأمير سطام بن عبدالعزيز قريباً من كل خير، لقد فقد الوطن والمواطن بوفاة سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز الشيء الكثير والكثير ولكنها مشيئة الله وحكمته.. فرحم الله الأمير سطام الذي عاش بصمت ومات بصمت حتى أصبح بحق أمير الصمت والحكمة وأسكنه فسيح جناته ورحمنا إذا ما صرنا إلى ما صار إليه و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .