تعتبر الأشعة المقطعية جزءاً من الأشعة السينية المستخدمة في تصوير الهيكل الداخلي للجسم، فهي تستخدم بمساعدة الكمبيوتر في تبيان الصور وفي تنفيذ إجراءات العلاج للأجزاء الداخلية من الجسم، وتحليل أجزاء الجسم الداخلية مثل الدماغ والعمود الفقري والرئتين والكبد وأجزاء الجهاز الهضمي أيضاً، ويستخدمها أطباء الأشعة لتوجيه بعض الإجراءات الطبية التي لا تتطلب عملية جراحية.
أجريت دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة ميشيغين على النظام الصحي بينت أنه في سنة 2007 ازداد استخدام الأشعة المقطعية بنسبة 33 % التي نفذت أغلبها في أقسام الطوارئ ولوحظ أيضاً أن استخدام هذه الأشعة يزداد كل سنة. ولقد بينت الدراسة أيضاً أن زوار أقسام الطوارئ ازداد بنسبة 30 % مما يعني أن استخدام هذه الأشعة ازداد بمعدل 11 مرة.
إن استخدام الأشعة المقطعية محفوفة بالعديد من المخاطر حيث إن الإشعاع الصادر منها قد يسبب نمو الخلايا السرطانية بالجسم ولكن ذلك قد يظهر بعد عشرة أو اثنى عشرة سنة من استخدام هذه الأشعة.
تصدر الأشعة المقطعية أشعة تزيد بمعدل 100 إلى 500 مرة على الأشعة السينية (X-Ray) مما يجعل المريض أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السرطان وتعتبر منطقة البطن أكثر أجزاء الجسم تعرضاً للأشعة المقطعية وهي تعادل نحو 1500 أشعة سينية.
هل تتذكرون تلك الضجة التي أثيرت عن تعرض الركاب في المطارات للمسح الإشعاعي وما مدى خطورتها على الجسم البشري؟ فمن الجدير بالذكر أن أشعة مقطعية واحدة قد تعادل 200 مسحة إشعاعية من تلك التي تستخدم في مطاراتنا اليوم.
إن الأطفال أكثر تحسساً لهذه الأشعة من الكبار وذلك نتيجةً لسرعة انقسام الخلايا لديهم. ومن الجدير بالذكر أن الأشعة المقطعية التي يتم إجراؤها على الرأس تعرض الطفل إلى كمية من الإشعاع بما يعادل ما يمكن تعرضه طبيعيا في سن 8 أشهر من أشعة الشمس بينما التي يتم إجراؤها على البطن تعادل ما يمكن تعرضه في سن 20 شهراً. ومن هذا المنطلق تبين هذه الأشعة مدى خطورتها على الأطفال الذين يخضعون للتشخيص والعلاج.
الإفراط في استخدام الأشعة المقطعية له أسبابه التي تتطلب الوقوف عندها للحظات: المرضى يطلبونها بشكل خاص أحياناً، الأطباء يفضلونها تخوفاً من دعاوى سوء الممارسة حتى إن لم تكن هناك حاجة طبية لها. وبعض الأطباء لديهم الحافز لاستخدامها من أجل استرداد تكاليفها الباهظة.
من خلال البحث وجد أن الكمية الكبيرة من التعرض غير الضروري لهذه الأشعة سببها الفنيون غير المدربين بشكل كاف وعدم وجود الحد الأدنى من معايير التعرض لهذه الأشعة المتعارف عليها دوليا وعدم معايرة معدات المسح الضوئي لحجم المريض. فمن الواجب على الشركات المصنعة لهذا النوع من الأجهزة تعزيز مراقبة الجودة لمنع التعرض للإشعاع أكثر مما ينبغي على المرضى بطريق الخطأ أو بنقص التدريب لدى الكادر الفني. فبعض الفئات الطبية تعمل على تثقيف الأطباء عن الإفراط في استخدام الأشعة المقطعية. وفي الوقت نفسه، الضغط التنظيمي يتزايد في بعض البلدان حيث يطلب من مراكز التصوير الطبي الإشعاعي تسجيل الجرعات الإشعاعية والإبلاغ عنها للمرضى والأطباء المعالجين والإشراف التام والدقيق على التعليم الأساسي والمستمر للفنيين الذين ينفذون هذا النوع من الأشعة.
من الجدير بالذكر أن بعض التقنيات التشخيصية لا تستخدم الإشعاع، بما في ذلك الموجات الفوق الصوتية والرنين المغناطيسي، ويمكن في بعض الأحيان أن تستخدم هذه التقنيات بدلا من الأشعة المقطعية. وأحيانا يعتبر إجراء الأشعة المقطعية ضروريا مقارنة بما يعود بالنفع على المريض في مراحل الخطورة.
المرضى بحاجة إلى أن يصبحوا أكثر اطلاعاً على مخاطر الإشعاع في التصوير الطبي، وينبغي أن نسأل ما إذا كان الفحص ضرورياً وإذا كانت البدائل متاحة؟
- مختص في الإدارة الصحية