|
الجزيرة - علي بلال - أحمد القرني / تصوير - التهامي عبد الرحيم:
كشف صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي عن عدد ثلاثة ملايين شخص موقع بطاقة التبرع بالأعضاء للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، مشيرا إلى أن الجمعية تقوم ببرامج غسيل الكلى وهي مرحلة لحين تتوافر للمرضى فرص الزراعة لكي ينتهون من مرحلة الغسيل.
وأكد سموه عقب مشاركته في الندوة المفتوحة حول «دور المجتمع في مجال تعزيز التبرع بالأعضاء التي نظمها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وذلك في قاعة الفورسيزن ببرج المملكة، إن الجمعية تتعاون مع وزارة العمل لتوفير فرص وظيفية لذوي مرضى الفشل الكلوي من الدرجة الأولى، إضافة إلى التعاون مع الجامعات السعودية لتعليم أبناء مرضى الفشل الكلوي فهناك لا يقل عن 3600 طالبة وطالبة يتلقون تعليمهم الجامعي في الجامعات السعودية، وهناك مناشط جديدة ستعرض في القريب العاجل.
وأوضح سموه ان الجمعية تسعى مع المسؤولين في وزارة الصحة والجهات التابعة لها كمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لتفعيل برامج متعددة الغرض منها توفير عدد اكبر من المتبرعين سواء من الأقارب أو غير الأقارب من الأسر المتوفين دماغيا، مشيرا إلى أن هذه الندوة وما سبقها من نشاطات غرضها تعزيز فهم المجتمع لهذه الشريحة من المجتمع سواء مرضى الفشل الكلوي أو الكبد أو من يحتاج إلى زراعة أعضاء ولهذا الموضوع جوانب اجتماعية ودينية وطبية وحاولنا من خلال هذه الندوة ان نستعرض كل هذه المناحي لتعزيز ثقافة وإيجابية هذا العمل سواء مردوده من الناحية الدينية أو الاجتماعية أو الأسرية لهؤلاء المحتاجين للأعضاء، تم تغطيته من الناحية الشرعية والطبية والفنية والمهنية وما نصبو إليه من خلال هذه المناشط هو مفهوم تعزيز الوعي والفهم وحث الجميع للتفاعل مع هذه البرامج من المواطنين والمواطنات ان المرضى يحتاجون ويعانون وأسرهم تحتاج كل الدعم وتأييد ومساندة والشرع الحنيف يدعم ذلك والدولة لم تقصر حيث أوجدت الجمعيات والهيئات للقيام بهذا العمل.
وأكد ان البرامج التي تقدم في المملكة العربية السعودية جادة ودولية راقية ولدينا أطباء وطبيبات متخصصين ومتخصصات في هذا المجال وهم قدوة لكثير من الأطباء العالميين، فيجب أن نشعر بالثقة والاعتزاز، مشيرا إلى وجود لجنة طبية مكونة من هيئة كبار العلماء والأطباء الآن والإعلام ليس له دور فيها لان اللجنة تناقش أحيانا موضوعات حساسة ووجود الإعلام قد يقيدها، مؤكدا ان الإعلام طرف مهم في المعادلة لكن نريد ان تثبتوا لنا ان هذا الدور سوف تمارسونه بفعالية.
وأكد سموه ان للمركز السعودي لزراعة الأعضاء نشاطا واضحا وهو من منظومة الدولة ومؤسساتها يقوم بدوره بكل اقتدار كما يقوم بالتنسيق مع الجهات بما يتوافر لها من أعضاء وفقا للمنظومة المعمول بها في المملكة، مشيرا إلى ان الأولية تعطى لمن يسجل أولا، ونحن كجمعية تقوم بدور مكمل في تفعيل برامج صحية قد تكون معززة لما تقوم به أجهزة الدولة ولكن لا تحلها ولا تقوم بدورها.
واكد الشيخ صالح بن حميد عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام في تصريح خاص لـ «الجزيرة» عدم إجازة التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغيا وإنما يجوز رفع الأجهزة الطبية فقط.
وقال ابن حميد إن القضية تحتاج لمزيد من الطرح على الجمهور ليكونوا اكثر وعيا وتبصيرا لهذا الموضوع أما الشرع فإلى حد ما اعتقد انه شبه مفروغ منه خاصة ما بتعلق بعموم حكم التبرع بالأعضاء سواء كان من أحياء أو من أموات، والقضية تحتاج إلى مستجدات إذا وجدت فتحتاج القضية إلى طرح بين المتخصصين الشرعيين والأطباء وغيرهم، أما عموم الزراعة من المتوفين فالعلماء أجازوا ذلك بضوابط من حيث ملكة الشفاء والنفع والبعد عن المتاجرة، أما المتبرع من الحي هو اكثر دقة ولهذا فرقوا إذا كان العضو وحيد كالقلب بالاتفاق لا يجوز أما إذا كان جزءا كالتبرع بجزء من الكبد فيجوز.
من جانبه دعا الشيخ عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي ان يجعل في قلوبنا الرحمة لهذه الفئة المحتاجة التي تنتظر التبرع بنا لا يضر. وقال يجب توعية مؤيدي الخير والنفع على ان يكونوا لهم نصيب اعظم من الأجر ذلك ان النية لها منزلة عظيمة في الثواب، والإنسان إذا نوى ذلك واعلن تبرعه قبل وفاته كان هو الواقف أما الذي يموت ويتبرع له أبناؤه فهو مثل الذي يجعل أولاده وقفا بعد مماته وكلنا نعرف ان نفع الأعضاء لا تقدر بثمن لم نجد أحدا يبيع عضوا من أعضائه فهي صدقة غالية يقوم عليها امتداد حياة أو رفع معاناة أو دوام نفع في حاسة من الحواس وعضو من الأعضاء والإنسان إذا علم موته أو جعل ذلك قبل موته فهو يعني امتداد عمر أعضائه التي تبرع بها، وإذا لم يتبرع بها فسيتسلط عليها الدود خلال أيام وسوف تنتهي دون ان تنفع أحدا ولكن الشخص إذا تبرع بأعضائه بعد وفاته سوف تمتد السعادة للمتبرع له وأسرته وهذا أمر ينبغي ان نشيعه ونثقف المجتمع به فانه خير محض ولا يضر ليس فيه قتل أحياء ولكن استفادة من طاقات ستنتهي ومنافع ستذبل والله يحب الخير ويقبل الصدقات.
وطالب المطلق المسؤولين في جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي بتبني دعوة الخطباء المؤثرين في المجتمع لعقد ورشة عمل تدرس فيها علمية تبرع السجناء بأعضائهم.
وفي اختتام الندوة قام الشيخ عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي بتوقيع بطاقة التبرع بأعضائه لصالح المركز السعودي لزراعة الأعضاء، كما قام الشيخ فهيد متعب السبيعي عضو المجلس بوزارة الشؤون البلدية والقروية بتوقيع بطاقة التبرع بأعضاء، كما وقع المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي بتوقيع بطاقة التبرع بالأعضاء لصالح المركز السعودي لزراعة الأعضاء.