على مدى عشرات الأعوام من التوعية المرورية، تخللها أكثر من سبعة وعشرين أسبوعاً مرورياً، لم تأت مجتمعة ببوادر ردع توازي حملة ثلاثة أيام نزلت فيها العناصر الأمنية إلى الميدان، تلاحق وتضبط تجمعات (التفحيط) وفتيانه، وتفرق جماهيره، وجُلهم من الشباب.
ومن المؤسف أن بينهم بعض الأطفال، بل، وكما نقل لي، فإن هناك من بين المتجمهرين متوسط العمر والكهل ومن هواة تربية الحمام وتأجير (السياكل) وذوي سوابق جنائية.. فما جمع كل أولئك إلا طيش مغامرات وسيئ توجهات وملاعبة موت لم يعد في عرف أولئك واعظاً!
من المحزن أن تلتقي، ومن خلال مواقع التواصل، بمن يُظن أنهم أطفالٌ يبحثون عمن يستأجر لهم سيارات من نوع معين من أجل ممارسة ألعاب ماجنة، بدايتها ونهايتها مؤسفة، تبدأ بالثمن المعنوي الفادح الذي قد يدفعه الطفل للمستأجر البديل.. ومن ثم إلى نهاية مروعة، وفي كلتا الحالتين مأساة..!
وكما تحقق للحملة الأمنية على المغامرين بالمركبات الموسومين بـ (المفحطين) من نجاحات أفرزت صدى واسعاً وارتياحاً في أوساط المجتمع على طول البلاد وعرضها ممزوجاً بالأمل في الاستمرار والمواصلة لصيانة الأرواح والممتلكات من العبث والمجون أولاً ولإعادة الهيبة للنظام المروري ثانياً.
فالسيارات لا تتعدى كونها وسائط نقل، بينما شرطي المرور وعلى كل الطرقات في العالم من حولنا هو الحارس الأمين، فحين يجول يجوب الشوارع ممتطياً دراجته معتمراً قبعته، وكأنه فارس من القرون الوسطى يلاحق المتجاوزين، ويرصد المخالفين؛ ليشعرك بالأمان ويدعك تتفرغ للقيادة دونما قلق يساور مزاجك بتوقعك خطراً محدقاً، خطراً يحيق من بين يديك أو من خلفك في أي لحظة.. فكفانا اقتتالاً بالسيارات. والله المستعان.
asm.0488@gmail.comtwitter: Asm0488