الجزيرة - أحمد القرني:

نجح فريق طبي بمستشفى قوى الأمن بالرياض في إنهاء معاناة سيدة سعودية تبلغ من العمر 57 عاماً مع الشلل التام في أطرافها السفلية، وذلك بعد إجراء عملية جراحية لتثبيت العمود الفقري باستخدام المسامير المثقبة وحقنها بالأسمنت الطبي، في أول عملية من نوعها تُجرى في المملكة.

وأوضح الدكتور محسن البشير استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري رئيس الفريق الطبي أن المريضة تعاني من كسر بالفقرة الظهرية الثانية عشرة نتيجة سقوطها في المنزل، وتُعاني من هشاشة شديدة في العظام، ومن عدة أمراض مزمنة منها السكر وتليف رئوي سابق إضافة إلى روماتيزم شديد استدعى تناولها لمدة طويلة من الكورتوزون الذي أدى إلى هشاشة العظم لديها بصفة عامة وضعفه وسهولة كسره، وبعد إجراء الفحوصات الإشعاعية تبين وجود كسر في العمود الفقري تسبب بالضغط على الحبل الشوكي مما أدى إلى شلل تام في الأطراف السفلية وعدم الاستطاعة على التحكم بالجهاز الهضمي والبولي، ومثل هذه العمليات تحتاج إلى تدخل جراحي سريع لرفع الضغط عن الحبل الشوكي وتثبيت العمود الفقري.

وقال د. البشير: نتيجة لهشاشة العظام الشديدة التي تعاني منها السيدة وجدنا أنه من المستحيل استخدام الطرق التقليدية في تثبيت فقرات العمود الفقري، الأمر الذي يُحتم علينا إجراء عملية معقدة إضافة إلى استخدام آلية حديثة في العلاج، تتمثّل في استخدام المسامير المثقبة التي تسمح بحقن الأسمنت العظمي (PMMA) داخل الفقرات منعاً لتهشمها كونها هشة وللرفع من مستوى ثبات المسامير، وأنها من العمليات الخطرة والتي في حال فشلها ستبقى المريضة تعاني من الشلل طوال حياتها، وتم تقديم شرح تفصيلي لذوي المريضة عن كل ما يتعلق بالعملية من حيث المدة ودرجة الخطورة والخطة أثناء العملية وغيرها من التفاصيل.

وأضاف د. البشير: تم بعد ذلك إجراء الجراحة والتي استغرقت ما يقارب (4) ساعات، وبفضل من الله نجحنا في تثبيت فقرات العمود الفقري على (5) مستويات فقرية من الجانبين ورفع الضغط عن الحبل الشوكي، وبعد الجراحة بثلاثة أيام بدأ تحسن مستوى القوى العضلية لديها ليصبح 5/5 في مفصل الكاحل، و3-4/5 في مفصل الركبة والورك، وأن المريضة الآن في وضع صحي جيد ومستقر ولله الحمد.

من جهتهم عبر ذوو المريضة عن شكرهم للمولى عز وجل، ثم للمسؤولين بوزارة الداخلية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية الذين وفروا لهذا الصرح الطبي كافة الإمكانيات اللازمة لتقديم خدمات طبية تضاهي ما يقدم في الدول المتقدمة، وأنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز لما يضمه هذا الصرح الطبي من كفاءات طبية تُساهم في تحقيق إنجازات عالمية، وقدموا شكرهم الجزيل لإدارة المستشفى، وعلى رأسها الدكتور سليمان السحيمي مدير عام البرنامج، وللدكتور محسن البشير رئيس الفريق الجراحي، وللفريق الجراحي والطبي كاملاً لما بذلوه من جهد في سبيل إنقاذ والدتهم وإعادتها لممارسة حياتها بشكل طبيعي.