حققت المهرجانات الصيفية والشتوية المنوعة التي تُقام في مختلف مناطق المملكة نجاحاً كبيراً من حيث البعدين السياحي والاقتصادي، ونجحت الجهات المنظمة في تنويع تلك المهرجانات لمزيد من التشويق والجذب للمواطنين خصوصاً خلال الإجازات والبعد ببرامجها عن الرتابة والروتين، لكن ما لفت نظري وأعدّه نقلة نوعية مهمة في تلك المهرجانات هو نشاط الأسر المنتجة الذي رأيته يسعد ويسر كل مواطن ومواطنة، متمثلاً بالمنتجات والمأكولات الشعبية والعطور وغيرها، إنه برنامج حافز آخر لو تم دعمه وهُيئت كل الفرص لمساندته.. إن إنتاج وعطاء الأسر المنتجة عمل وطني مميز وفرص عمل واسعة وكبيرة تدر دخلاً يغني تلك الأسر ومن تعول في ظل ما تعانيه بعض الأسر من ظروف معيشية.. إن لدى الأسر المنتجة الكثير من العطاء والإنتاج والتميز ولو تم تذليل العقبات التي تعترضها لزاد عطاؤها وإنتاجها، وبالتالي دخلها فعلى سبيل المثال لماذا لا يكون هناك موقع دائم أو قرية شعبية دائمة طوال العام في كل منطقة، أو معرض دائم تشرف عليه إمارة المنطقة ولجنة تنمية السياحة فيها وتدعمه الهيئة العامة للسياحة والآثار تسوِّق من خلاله منتجات الأسر، ثم لماذا لا يتم تبادل الإنتاج بين الأسر والمناطق في تلك المهرجانات، فنرى إنتاج أسر القصيم وجيزان وغيرهما في مناطق أخرى، ليعم الخير والفائدة والدخل لتلك الأسر.. ثم إن مهرجاناً كبيراً وعالمياً هو المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية قادر على استيعاب المزيد من إنتاج تلك الأسر وتسويقه، فزوار المهرجان بعشرات الآلاف وهو رمز لمناطق المملكة كافة ولكل منطقة فيه موقع مجهز بكل المتطلبات.. إن معاناة بعض الأسر والتي سمعتها شخصياً تتعلق فقط بتسويق إنتاجها واستمرار ذلك الإنتاج.