يبدو أن أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في اليمن، ويدعى إبراهيم الربيش، لم يدرك بعد النتائج السلبية لفكر، وأيديولوجية تنظيم القاعدة، فكان تصريحه قبل أيام إلى: «ضرورة استخدام السلاح؛ لإطلاق سراح المعتقلين في السعودية، وحث المفرج عنهم بمواصلة العمل المسلح بعد إطلاق سراحهم»، وذلك عبر مقطع فيديو، تم بثه عبر موقع «يوتيوب» العالمي، بمثابة العودة إلى المربع الأول؛ ليندرج ضمن إستراتيجية تنظيم القاعدة؛ للعمل على تمرير مثل هذه الدعاية الإعلامية، ولتبرهن أنها لا تزال قادرة على التحرك ميدانيا، واستهداف من تريده، والضرب في أي مناسبة زمانية كانت، أو مكانية؛ ولتكرس من جديد مفهوم فتح باب الفتنة، وفوضى القتل، وإراقة الدماء.

مشكلة تنظيم القاعدة، تكمن في فكرتها من الناحية النظرية، وفي زاوية تطبيقها من الناحية العملية. وعند إمعان النظر في الإستراتيجية التي يقوم عليها، نجده يقوم على العنف، دون النظر إلى مآلات أفعاله. وتأمل على سبيل المثال: كيف أن قراءة نصوص القتال، بمعزل عن المنظومة الأصولية، والمقاصدية، يُعتبر خطأ فادحا، باعتبار أن الأصل في الأنفس البشرية، هي العصمة، والحفظ . وهذا بلا شك ناتج بسبب غياب الفقه الذي يضبط الأعمال، والسياسة الشرعية، التي تكبح جماح الأفراد، والتي من أهم ضوابطها الأصولية، كما بيّن ذلك عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الأستاذ عصام دربالة، ارتباط تنزيل الأحكام الشرعية باستيعاب الواقع بكامل تفاصيله، وارتباطه أيضا بتحقيق المصالح، ودرء المفاسد، والترجيح، والموازنة بينها عند التعارض، والتزاحم، ووجوب رعاية المآلات عند النظر في تنزيل الأحكام الشرعية على الواقع، ووجوب رعاية توفر القدرة، والاستطاعة عند النظر في تنزيل الأحكام الشرعية على الواقع، ووجوب النظر في مدى قيام حالة الضرورة عند تنزيل الأحكام الشرعية على الواقع، إضافة إلى أن تنزيل الأحكام الشرعية على الواقع من اختصاص العلماء، والمجتهدين.

لا يزال تنظيم القاعدة، بحاجة لمراجعة شاملة لكل ما يتعلق به فكرا، وسلوكا، ونظرية، وتطبيقا. وأن يكون واقعيا في رؤيته لحقائق الأمور، كتفاصيل الحياة، وقيمة النفس البشرية، وضرورة الاجتماع البشري؛ من أجل تصحيح مسار إستراتيجيتها في قراءة الواقع، والذي يعتريه الخلل في قراءة قدرات الأمة، وقدرات الخصوم، وفهم مجريات الأحداث.