نتفق حتى نقول: لا اختلاف..
ونختلف حتى نقول: لا ائتلاف..
* *
نتوارى عن بعضنا خجلاً حين نخطئ في بعضنا..
ونتلاقى فرحاً حين نضمد جراح بعضنا..
فإن توارينا قد لا نظهر..
وإن تلاقينا فقد لا نفترق..
في حق..، وباطل..
* *
يحمل بعضنا على بعض شعوراً سالباً، ونحن لا نعرف بعضنا..
ونغذي الآخرين بشعورنا الموجب عن بعضنا، ونحن لا نعرف بعضنا هذا..
نبني مواقفنا من خلال آراء من حولنا..
* *
نشعر بحسرات كثيرة حين نكتشف أخطاءنا في الموجب عن بعضنا، أو السالب في بعضنا حين يُقدر لنا أن نتعرفهم عن قرب، أو نقف عليهم من خلال أدلة، وشواهد تكشف لنا مغبة ما فعلنا بهم.. قدحاً، أو وَهْمَ ما قلنا فيهم مدحاً..!!
* *
لا نفرح لبعضنا حين نجاح، أو مكسب.. ليس لأن الناجح فينا لا يستحق، وإنما لأن خانة الرضاء عن الآخرين فينا شاغرة بأشياء متشابكة..
ونسعد حين تطيح بقراتنا كثيراً، ليس لأننا جوعى لأكل اللحم، وإنما لأننا متخمون من الأكل..!
ومع ذلك، تكون سعادتنا لأننا اقتنينا لحماً إضافياً.. لوقت الحاجة إليه..!
* *
وكثيراً ما تبوأنا أماكن غيرنا، نقول بألسنتهم، ونعبر عن مكنونهم، وننطق بآرائهم، ونعبر عن شعورهم، وهم في غفلة عما نقول وهم لا يعلمون، وبما نوسمه بهم وهم بعيدون عنه.. قد لا يمثلهم، ولا يتفقون معه..، أو يوافقون عليه..!
* *
وعادة لا يُحمد للريح هيجانها، ولا للماء سيله..، ولا للبحر دواماته..، ولا للسخونة غليانها، ولا للبركان حممه..
إلا حين تكون الريح قالعة للجذور، والسيل كاسحاً للخشاش..
ويكون للدوامات إغراقها للطحالب، وللحراة تطهيرها للأمراض، وللبركان إخراجه للمكنون..!!
ألا ليت كل أولئك يعبُرون بنا..، للتطهر من كل تلك الأمراض التي فينا..!!.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855