|
الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
أكد كل من وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية الأمريكي السيد/ جون كيري بأن من يضرب شعبه بالأسلحة الثقيلة ويقتل الأبرياء والأطفال هو شخص فقد شرعيته ويجب أن يرحل، مشيرين إلى أن بشار الأسد يرتكب أبشع العنف ضد الأبرياء فهو يقتلهم وهم يتجمعون للحصول على لقمة العيش.
وأكدا خلال مؤتمر صحفي عقداه في وزارة الخارجية بأن إيران يجب أن تفهم بأن المراوغة لن تستمر إلى الأبد وأنه لا مجال لخداع العالم.
وطالبا إيران بأن تظهر نواياها وأن تحل مشكلتها مع العالم وأن تعمل على حسن الجوار مع جيرانها وعدم التدخل في شؤونهم أو زعزعة أمنهم.
البيان المشترك
وقد صدر عن الاجتماع بيان مشترك تلاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وقال أرحب بمعالي وزير خارجية الولايات المتحدة السيد جون كيري والوفد المرافق له في المملكة، كما يسرني أن أهنئ معاليه بتعيينه وزيراً للخارجية، وأتطلع إلى العمل سوياً في الاستمرار في دعم العلاقات التاريخية والقوية والإستراتيجية بين بلدينا الصديقين، ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات بين البلدين
وأود في هذا الصدد أن أؤكد على عمق العلاقات بين البلدين، التي تعتبر في أفضل مستوياتها وفي كافة المجالات، وليس أدل على ذلك من حقائق ارتفاع حجم التبادل التجاري والاستثماري إلى أرقام ومعدلات قياسية، وفي المجال التعليمي والثقافي ارتفاع عدد الطلبة المبتعثين للولايات المتحدة إلى أكثر من سبعين ألف طالب بعد أن كان العدد سبعة آلاف قبل نحو ثمان سنوات. أضف إلى ذلك نجاح البلدين في تسهيل إجراءات التأشيرات بين مواطنيهما وبمدد زمنية تصل لخمس سنوات الأمر الذي يسهم بشكل كبير في مد جسور التواصل بين شعبي البلدين.
أود أن أنوه أيضاً بالتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، وتمكننا من تحقيق نجاحات ملموسة في هذا الشأن، مع استمرارنا في الجهود على المستويين الثنائي والدولي. كما أود أن أشير إلى التعاون الوثيق بين البلدين في مواجهة الأزمة الاقتصادية المالية العالمية وعبر مجموعة العشرين التي نتشارك في عضويتها، وفي جهود تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي العالمي.
ومن المؤكد أن مستوى العلاقات ومتانتها على المستوى الثنائي، جعلنا في موقع أفضل للتعاون في المجال السياسي ومواجهة العديد من التحديات الإقليمية والعالمية، وهو ما تم بحثه بتعمق في اجتماعاتنا.
الوضع في سوريا
حيث جرى بحث الأزمة السورية، وفي ضوء اجتماع روما الأخير الذي تعهد بتقديم المزيد من الدعم السياسي والمادي الملموس للائتلاف الوطني السوري بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، كما شجب قيام أطراف خارجية بتزويد النظام السوري بالأسلحة التي يستخدمها في تقتيل شعبه، والمملكة من جانبها شددت على أهمية تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه كحق مشروع أمام آلة القتل والتدمير للنظام.
أزمة الملف الإيراني
فيما يتعلق بأزمة الملف النووي الإيراني، اجتمعت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية البارحة بوزارة خارجية دول مجلس التعاون وقدمت لهم إيجازاً للجهود الدبلوماسية القائمة لمجموعة (5+1)، كما بحثت مع السيد كيري آخر المستجدات المتعلقة بهذا الملف، ونحن نؤيد بدورنا الجهود الرامية إلى حل الأزمة دبلوماسيا، وبما يزيل الشكوك المتعلقة بها ويضمن استخدام إيران للطاقة النووية للأغراض السلمية، وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، مع تطبيق هذه المعايير على كافة دول المنطقة, ومن هذا المنطلق فإنه يحدونا الأمل في أن تسفر المفاوضات عن حل جذري لهذه الأزمة وليس احتواؤها، مع أهمية مراعاة عامل الزمن وأن المفاوضات لا يمكن أن تسير إلى ما لا نهاية.
الوضع الفلسطيني
فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، أكدت المملكة على أهمية استئناف جهود السلام وفق رؤية واضحة ومحددة وخطوات حقيقية وملموسة وليست تجميلية، خصوصاً في ظل وجود قرارات شرعية دولية واضحة، واتفاقات سابقة مبرمة، ومرجعيات متفق عليها، لا تتطلب سوى وضعها موضع التنفيذ للوصول إلى الحل العادل والدائم والشامل، المفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة الأطراف والقابلة للحياة، وذلك في إطار حل الدولتين المستقلتين.
أود أن أنوّه أيضاً بدعم الولايات المتحدة لمبادرة مجلس التعاون في اليمن لحفظ أمن اليمن واستقراره ووحدته الوطنية والترابية، ونتطلع لاستمرار هذا الدعم وفي سياق استكمال تطبيق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. وعن الأمل في دعم الولايات المتحدة لمؤتمر لندن المقبل لأصدقاء اليمن.
أخيراً تطرقنا بصفة عامة لمجمل الأوضاع في المنطقة، وفي سياق حفظ أمنها واستقرارها ونمائها وازدهارها، وتحقيق آمال شعوبها.
المؤتمر الصحفي
وعقب أن تلى سمو الأمير سعود الفيصل هذا البيان المشترك قال معالي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: أولاً أود أن أشكر سمو الأمير سعود الفيصل على هذه الحفاوة وحسن الاستقبال وأقول كانت مباحثاتنا بناءة ناقشنا كل قضايا المنطقة وتحدثنا مع ولي العهد الأمير سلمان في ذلك وتم بحث الموضوع السوري وموضوعات في المنطقة ونحن نعمل جنباً إلى جنب مع المملكة ونؤكد رفضنا الشديد للتشدد والعنف.. وأريد أن أؤكد بأن علاقة بلدينا قوية جداً ومهمة للعالم.. وقوة هذه العلاقات في وجود ما يقارب من 70 ألف طالب وطالبة يدرسون في أمريكا وهؤلاء الطلبة مرحب بهم ونحن ملتزمون بالحفاظ على هذه العلاقات بين البلدين من خلال تنوع الاقتصاد والتبادل التجاري وإحلال السلام والاستقرار في الدول العربية ونحن مع المطالبين بحقوقهم.
وأثنى جون كيري على النقلة الحضارية في المملكة من خلال اتخاذها العديد من الأعمال التطويرية في سوق العمالة وإشراك المرأة في مجلس الشورى وأن المواطنين في هذا البلد يتمتعون بحقوقهم.
وقال بأن الرئيس الأمريكي سوف يصل إلى إسرائيل ويبحث العديد من المواضيع المهمة.
وتطرق إلى إيران فقال الحل يجب أن يفهم الإيرانيون بأن الحل والمراوغة لا يمكن أن تبقى مفتوحة وأن امتلاك إيران للأسلحة النووية مرفوض كما أن الاستمرار على الضغط على بشار الأسد مستمر لإيقاف نزيف الحرب كما أننا مع التحول الديمقراطي في اليمن بعيداً عن أي مشاكل.
وقال الأمير سعود الفيصل إن ما يحدث في سوريا من قتل الناس الأبرياء لن نستطيع أن نبقي الناس على هذا الحال.. يجب إيقاف هذه المجازر. ولم نسمع في التاريخ حتى في أيام العنف بأن هناك نظاما يضرب شعبه المصطف في الطوابير للحصول على لقمة عيشه بالصواريخ الثقيلة من النساء والأطفال والشيوخ وهو يقتلهم بجنون ولذلك بشار فقد سلطته.
وأوضح الوزير الأمريكي بأن هناك دعما للمعارضة بالسلاح للدفاع عن أنفسهم ولكن مع الأسف إيران وروسيا تزود سوريا بالأسلحة لكي يدمر بشار شعبه بهذه الأسلحة.
وكشف كيري بأن التركيز حالياً على برنامج إيران النووي والتهديدات التي امتدت إلى دول المنطقة وهناك 5 مبادئ أساسية يجب على إيران أن تلتزم بهذه المبادئ وعدم التفكير في انتشار الأسلحة النووية لأن هناك تخوف بأن تصل هذه الأسلحة لأيدي المتطرفين ونجعل المنطقة في خطر، يجب التخلص من هذه المشروعات والتفكير في برامج سلمية تخدم الإنسان ويجب على إيران أن تكف عن تصدير الإرهاب للدول الأخرى، يجب عليها أن تساير العالم وتعرف بأن شروط الطاقة الذرية يجب أن تحترم وتنفذ.
وقال الأمير سعود الفيصل: يجب أن يكون هناك حد زمني لهذه المفاوضات وعلينا أن تحدث بجدية بدلاً من الخداع والمراوغة وهذا الأسلوب لا ينطلي على العالم والمجتمع الدولي والنوايا الحسنة مطلوبة وعلاقات الجوار الطيبة هي مطالبنا تجاه إيران وعدم التدخل في الدول وزعزعة الأمن وأن المنطقة خطيرة وعلى المجتمع أن يعي ذلك.
وحول سؤال عن طبيعة العلاقات مع الحبشة وما أثير حولها قال سموه: الحبشة هي الهجرة الأولى للمسلمين والعرب والصلة تاريخية ولم تقطع في يوم من الأيام أي علاقات.. بل بالعكس التعاون موجود مع الحبشة على تهدئة الأوضاع في القرن الإفريقي.. هذا البلد عزيز علينا وعلاقتنا مع البلد.