الدين الإسلامي الحنيف يرفض العصبية ويرفض كل ما من شأنه احتقار البشر والتطاول عليهم، وقد نهى سيد البشرية عن ممارسة العصبية، وقال اتركوها إنها نتنة! وأمر بالابتعاد عنها أمراً صريحاً!! إنه من المحزن ما تناقلته وسائل
الاتصال الاجتماعي من مهاترات وقصائد لشعراء من أبناء هذا الوطن، تحمل الطعن والقذف والسب لقبائل معروفة من مكونات هذا النسيج الوطني الكبير، قصائد تثير النعرات، أصحابها يتفاخرون بماضي أسلافهم ويشتمون الآخرين دون وجه حق، ودون وازع من ضمير، يذكّرون الناس بمن قتلوا على أيدي قبيلتهم من القبائل الأخرى.
امتلأت بطونهم بنعمة الزاد والأمن منذ أن وحد الملك العادل عبدالعزيز هذه الأرض، وأصبحنا ولله الحمد حاضرة وبادية قبيلة واحدة وشعباً واحداً أمة سعودية وطنها واحد وأهدافها موحدة.
إن ما يحدث حالياً من شعراء الفتنة يضاف إلى الأخطار التي تهدد المجتمع، وإنه أمر منكر لا بد من تغييره وإنه شر قادم ساهمت بعض القنوات في توسيع رقعته وإيصاله. كما أن للأمسيات والاحتفالات الخاصة دوراً بارزاً في كتابة القصائد الافتخارية والتحريضية، يحق لنا أن نتساءل: أين هؤلاء من كتابة قصائد تحث على الفضيلة والترابط والتعاون بين المجتمع؟ أين هؤلاء الشعراء عن قضايا الأمة؟ وأين هم عن حث الشباب على التمسك بالقيم وخدمة الوطن بأمانة وإخلاص؟!
أين هؤلاء عن التحدث عن مكارم الأمة والمتمثلة بأخيار الرجال؟ لقد تركوا كل هذه القيم وها هم يعودون بنا إلى أيام الثارات والغزوات والسلب والنهب، إنها أمور لا يقرها عاقل، ونشرها بهذه الطريقة يعد عملاً عدوانياً وجدالاً عقيماً مضراً، من خلاله يحرص كل طرف من المتحاورين من الشعراء على إظهار براعته والانتصار لقبيلته وسرد كل الأحداث الماضية، إنها حقاً مناظرات لا تستهدف الصواب والعلم ووحدة الكلمة، بل هو تكذيب متبادل وافتراء وكذب وظلم، فهل من تدخل سريع لكفّ شر هؤلاء ومن يشجعهم لأن هناك من يستطيع إيقافهم وليعلموا أن المجتمع السعودي يرفض التجييش وتأييد المحرضين ويريد إبطال كل القنابل التي تتفجر في وجه وحدتنا وتلاحمنا.. ونقول لشعراء الفتنة إلى أين..؟!