هذا ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل لرجال المال والأعمال في ثنايا تعقيبه على أحد الأسئلة الواردة من الحضور إبان رعايته الكريمة لمراسم حفل تدشين المقر الجديد للغرفة التجارية الصناعية بحائل وافتتاحه لمنتدى حائل للاستثمار مساء يوم الثلاثاء الماضي 16-4-1434 هـ، ليس هذا فحسب بل أكد سموه للحاضرين أن مشاركة القطاع الخاص في تنمية هذه المناطق كحائل والمناطق الحدودية و... تلك التي هي أقل حظاً من غيرها في الصناعة و التجارية وضروب التنمية المختلفة هي الضمان بعد الله لعدم ازدحام المدن الكبرى جراء نزوح أبناء هذه المناطق للرياض وجدة والمنطقة الشرقية ،،ومتى تحقق الرفاه الاقتصادي والتقدم المنشود في حائل فسيسعد رجل الأعمال في حياته ويهنئ عيشه هو وعائلته أياً كان بيته ،، ولذا كان لزاماً على رجال المال المشاركة الحقيقية في تسريع عجلة التنمية في هذه المناطق خاصة في ظل الدعم اللامحدود من القيادة الحكمية للاستثمار في هذا الجزء من الوطن أو ذاك..
إن هذا اللِماحة الذكية لهذا الأمر الهام في هذا المنعطف التاريخي الصعب الذي تمر به بلادنا حماها الله.. وهذه الإشارة الصريحة والواضحة إلى ما ننشده جميعاً في عيشنا على هذه الأرض المباركة توجب على رجال المال المبادرة السريعة في تبني المشاريع الاستثمارية التي توفر الاستقرار لأبناء المناطق الحدودية والداخلية التي صرح خادم الحرمين الشريفين - أمد الله في عمره - بأنها لم تنل حظها في هذا الباب.
لقد كان سمو الأمير واضحاً وصريحاً في تعقيباته ومداخلته على المتحدثين في الجلسة الثانية من جلسات المنتدى.. مطالباً الحضور - الذين عرف عنهم الوطنية والتكاتف من أجل التنمية الوطنية المستدامة - القيام بهذه المهمة الوطنية / الأمنية ذات الأثر السريع والفعال على مستقبلنا الحياتي في المملكة العربية السعودية.
لقد أضحى الهاجس الأمني مؤرقاً للجميع هذه الأيام،، فالعدو يٌجمع أمره ويٌعلن حربه ويبدأ التحرك الحقيقي الخبيث لزعزعة أركان أمننا الوطني الذي هو باختصار الحصن الحصين لجميع مناحي التنمية والبناء في هذا الوطن المعطاء، ولذا كان لزاماً على الجميع العمل الجاد والتحرك السريع كل حسب جهده وعلى كل حسب استطاعته وذلك من أجل ردم الهوة وسد الفجوة التي قد يتسلل منه وينفذ المرجفون المفسدون الكائدون الذين يريدون لهذا البلد وأهله الشر المستطير.
إن هذه الرؤية العميقة للدور المناط برجل الأعمال لا تقتصر على المدن الرئيسة بل تتسع لتشمل المحافظات والمدن الأصغر في المناطق الثلاثة عشر، والمدن الصناعية لن تفي بمتطلبات الاستقرار ما لم يكن له وجود حقيقي في جميع محافظات الوطن، والبطالة لن تٌحل ما لم يستشعر رجل الأعمال أن توظيف الشاب السعودي هو الضمان له بعد الله لتحقق حياة آمنة وعيشة مطمئنة، ولعل هذا من علل فرض الزكاة في الإسلام مع أن لغة الأرقام في حس الاقتصاديين الصرف تقول متعجبة.. كيف لي أن أشرك معي فيما حصلت عليه بعرق جبيني رجل غريب لا تربطني به أدنى صلة وليس من الطبقة التي أنتمي له!؟.
إن في أحضان البطالة وتهميش العاملين العاطلين عن العمل تولد الجريمة وتتفرخ الفتن وتتفاقم الشرور، والعاقل من اتعظ بغيره، واللبيب بالإشارة يفهم ،،وكما يقال رداً على المثل القائل “جوع كلبك يتبعك” “ولكن أخشى ما أخشاه أن يلوح له غيرك بلحم فيذهب إليه ويتركك بل يعود إليك بعد أن يٌشبعه ليعضك”.
إن تفاعلات عناصر المعادلة الوطنية ولحمتها لم تعد تعرف في الوعي العالمي المعاصر الفواصل الحادة بين قطاعات المجتمع الحكومية والخاصة والأهلية المدنية كما كان سائداً في الماضي، وإنما أصبح المحك الرئيس في كيفية التفاعل وطرائقه بين حسابات المكسب والخسارة في رأس المال المادي وارتباطه العضوي الذي ينفك عن الإطار الاجتماعي والسكاني ليمثل الوعاء بكل الأنشطة والطموحات الاستثمارية، وشهدت تجارب التنمية المستدامة تأكيدات ملحة على خطورة التنامي الاستثماري المصحوب بعمليات الاستبعاد لشرائح اجتماعية تهمش وتنعزل عن السياق فتكون نهباً سهلاً وأرضاً خصبة لترويج المفاهيم المشوهة، والشائعات المغرضة، وأدوات سهلة الانقياد والطواعية في يد الأعداء تستخدم كأوراق ضغط في إثارة الفتن التي ندعو الله أن يجنبنا شرورها ويحفظ وطننا الغالي من ويلاتها.
ودمت عزيزاً يا وطني.. ألقاكم على خير وبخير والسلام،