|
قال الدكتور عبدالله الطرباق استشاري طب وجراحة العيون لدى د. سليمان الحبيب بالقصيم الحاصل على الزمالة البريطانية: مع بداية فصل الربيع تكثر الإصابة بأمراض حساسية العين، وتمتد طوال فصل الصيف؛ وذلك لتشبع الهواء بحبوب اللقاح والغبار والأتربة، وارتفاع درجة حرارة الجو. مشيراً إلى أن حساسية العين مرض غير معدٍ، يصيب الأطفال والكبار، وتزداد نسبته في الشباب الذكور لزيادة تعرضهم لمسببات الحساسية، وهو عبارة عن التهاب خارجي للعين وحساسية مزمنة تصيب ملتحمة العين.
مسببات خارجية
وعن أسباب الرمد الربيعي قال استشاري أمراض العيون إن الحساسية تحدث نتيجة تفاعل مواد خارجية موجودة بالبيئة (المتحسسات) مع ملتحمة العين؛ ما يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية مثل الهستامين وغيرها، تسبب التهاب العين والحساسية، وهي قابلية فردية نتيجة اضطراب بجهاز المناعة ووجود استعداد وراثي بالجسم للحساسية.
عوامل بيئية
وأضاف الدكتور الطرباق قائلاً: إن من أهم العوامل البيئية المسببة للحساسية حبوب اللقاح التي تكثر وتنتشر في فصل الربيع بالتزامن مع الرياح المحملة بالأتربة والغبار، كذلك ارتفاع درجات الحرارة وأشعة الشمس (خاصة الأشعة فوق البنفسجية)، إضافة إلى الملوثات الهوائية مثل عوادم السيارات وغيرها.
الأعراض تتفاوت من مريض إلى آخر
وأشار إلى أن الأعراض تتفاوت من مريض إلى آخر وقد تصاحب حساسية العين حساسيات أخرى بالجسم، مثل حساسية الأنف، أو الصدر، والجلد. ومن أهم تلك الأعراض حكة شديدة بالعين، وعدم القدرة على مواجهة الضوء، واحمرار بالعين، وتورم بالملتحمة، كذلك زيادة إفراز الدموع، وظهور إفرازات مخاطية تكون على شكل خيوط لزجة، وخصوصاً في الصباح، إضافة إلى الإحساس بوجود أجسام غريبة وخشونة بسطح العين. كما أن من الأعراض أيضاً ظهور نتوءات بيضاء متراصة بعضها بجوار بعض بالجفن العلوي من الداخل، تؤدي إلى تورم وتهدل وثقل بالجفون، وألم بالعين، وظهور تلون جيلاتيني ببياض العين، وخصوصاً حول القرنية، والتهابات وتقرحات بالقرنية، وهي من أخطر المضاعفات، وقد تؤدي إلى ضعف بالإبصار.
العلاج الوقائي مهم لتجنب الحساسية
فيما أكد د. الطرباق أن طرق العلاج تتكون من العلاج الوقائي، والعلاج بالأدوية: ومعلوم أن الوقاية من أهم طرق علاج الحساسية، وخصوصاً إذا عُرفت أسبابها، وذلك من خلال تجنب مسبباتها، وخصوصاً حبوب اللقاح والأتربة والغبار، وتجنب أشعة الشمس ودرجات الحرارة العالية والأماكن التي تساعد على ظهور هذه الحساسية. كذلك لا بد من تجنب الملوثات الهوائية واستخدام النظارات الشمسية الأصلية المزودة بمرشح للأشعة فوق البنفسجية، وخاصية الاستقطاب التي تمنع الأشعة المنعكسة من الأسطح المستوية من الدخول إلى العين، وكذلك تفيد النظارات الشمسية في حماية العين من الغبار والأتربة وأشعة الشمس القوية.
الإشراف الطبي ضروري
وأشار د. عبدالله الطرباق إلى ضرورة أن يكون العلاج بالأدوية تحت إشراف الطبيب المختص، ولا يستخدم لفترات طويلة حتى يتجنب المريض الأعراض الجانبية لهذه الأدوية؛ إذ إنه بالنسبة لحالات الرمد الربيعي البسيطة يكون العلاج عبارة عن قطرات الدموع الصناعية ومضادات للهستامين وقطرات مانعة لإفرازها وأخرى قابضة للأوعية الدموية، وبالنسبة للحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج السابق فيكون العلاج من خلال قطرات تحتوي على الكورتيزون. وفي حالة وجود النتوءات الكبيرة يكون علاجها أما بالحقن الموضعي لها بالكورتيزون، أو كي وإزالة التورمات الليفية جراحياً.