عطفاً على جملة من العوامل التي لابد أن تؤخذ بالحسبان لم أتوقع أن يقدم الهلال الكثير في لقائه بالفريق العيناوي آسيوياً. فالفريق الأزرق خارج للتو من معترك منافسة شرسة- بطولة كأس سمو ولي العهد- أمام طرف وضع كامل ثقله لانتزاع اللقب الحلم الذي طال انتظاره مما صعّب المهمة على البطل وبالتالي استنزاف الكثير من طاقاته البدنية لاسيما، وقد امتد وقت اللقاء حتى الأشواط الإضافية، ومن ثم الاحتكام للركلات الترجيحية.
كذلك قصر المدة الفاصلة بين نهائي الكأس ولقاء العين الذي كان في كامل استعداده وأريحيته مدعماً بعاملي الأرض والجمهور وهو الفريق القوي أصلاً، والمتحفز لهذه البطولة والمنافسة عليها.. كل هذه العوامل كان لابد أن تلقي بظلالها على أوضاع الفريق الهلالي خلال اللقاء.
إذا كان للخسارة التي مني بها الزعيم على ملعب القطارة من حسنات، فلأنها أتت في بداية المشوار وبالتالي إمكانية التعويض ولكن بشروط لا تخفى على مسيري الفريق.. أول وأهم تلك الشروط الاستفادة من أخطاء الماضي.. بالتوفيق إن شاء الله لجميع فرقنا التي تمثلنا خارجياً.
مسكينة هذه الجماهير!!
ظل الإعلام المصبوغ (إياه) وعلى مدى أعوام،لا يتوانى في البحث عن (حفلة) مصبوغة بلون معين ومحدد طمعاً في أن يشبع (رقصاً).. وعندما يُخذَل، وما أكثر خذلاته وخيباته.. يبادر إلى إدارة البوصلة صوب الاتجاه المعاكس بحثاً عن (جنازة) يشبع فيها (لطماً) وهكذا دواليك؟!!.
هذه المرة لا (حفلة) ولا (جنازة) فكان لا بد من ابتكار نافذة ما لممارسة فرض الحضور القسري المعتاد رغماً عن أنف القاصي والداني؟!!.
النفخ في رماد الجمهور واستنهاض عواطفه ونوازعه من خلال إغراقه بوابل من المعلقات المدائحية والصفات المثالية.. كانت هي الوسيلة الجديدة للبقاء في واجهة الأحداث بـ(المشعاب)؟!.
فلو صدّقت تلك الجماهير لبعض الوقت أكذوبة أن تحقيق البطولات من الأمور الثانوية، بالنسبة لها، وهو ما يريدون ترسيخه في الأذهان.. فسيأتي اليوم الذي تكتشف فيه تلك الجماهير حجم الاستغلال الذي مورس بحقها، وأنها كانت مجرد (كرت) يلعب به أصحاب الأهواء والمصالح الخاصة؟!.
هذه التجربة سبق أن فشلت في أكثر من مناسبة، فالجماهير ليست على استعداد بأن تظل ألعوبة يحركها أصحاب المطامع كيفما شاءوا، ومسألة وصفها بالاستثناء إمعاناً في استغلالها لأطول مدة ممكنة، لن تجدي إلاّ في حالة واحدة وهي: أن تلك الجماهير قد فقدت الإحساس إلى درجة اليأس من ممارسة الأفراح بالمنجزات فتحولت إلى النقيض.. من خلال الاستمتاع بالخيبات والانكسارات والآلام والرقص على الجراح؟!!.
فمتى تعي تلك الجماهير أنها تُستغل إعلامياً أبشع استغلال؟!!.
يا لها من فتوى؟!
لا جدال في أنه ليس من مصلحة الكرة السعودية أن تفقد أحد ركائزها الفاعلة، وأن من مصلحتها أن تظل كافة الأطراف الفاعلة في منظومتها في كامل عافيتها وحضورها، ولكن ليس إلى تلك الدرجة التي تحدث من خلالها أحد (المتحذلقين) فضائياً حينما عزا إخفاقات الكرة السعودية مؤخراً إلى غياب فريقه المفضل عن ساحة المنافسة.. (مفتياً) ومبشراً بعودة الأمور إلى نصابها والأمجاد المفقودة للكرة السعودية بمجرد أن عاد فريقه منافساً؟!!.
هذا النوع من الطرح الأجوف هو ما سبق أن حذرنا وسائلنا الإعلامية من مغبة منحه المزيد من التمكين حتى لا يستشري وبالتالي يكون شاهداً علينا أمام الآخرين الذين يتابعوننا ويتصيدون هناتنا وسقطاتنا الإعلامية؟!.
بئس المنظومة الكروية التي إن حضر ذلك الفريق حضرت.. وإن غاب غابت، والأحرى أنها لا تستحق الاحترام؟!.
fm3456@hotmail.com