جازان - علي العمودي:

يعد مركز أبحاث المؤثرات العقلية بجامعة جازان بأقسامه ووحداته واحدا من المراكز المهمة على مستوى المملكة والوطن العربي في إجراء البحوث الوقائية والطبية الأساسية والسريريه والدراسات المسحية فى تناغم يهدف للتعرف على أبعاد وعبء المؤثرات العقلية على صحة الفرد والمجتمع.ويدعم المركز البحوث التي تسعى إلى تحديد العوامل التي تضع الناس فى خطر تزايد تعاطى المؤثرات العقلية وبالتالى حمايتهم من ذلك.

إن الدعم الذى يجده المركز من قبل وزير التعليم العالي ومعالي مدير الجامعة , سوف يؤدى بمشيئة الله الى تسريع عملية الاكتشافات البحثية فى هذا المجال فمنذ نشأة المركز وضع العاملون فيه رؤية ورسالة بأن يكون مركزا متميزا ورائد في بحوث المؤثرات العقلية، ويخدم كمرجعية وطنية ويقدم خدمات متقدمة للأشخاص الذين يعانون من تعاطي المؤثرات العقلية.كما يحمل المركز رسالة سامية تقوم على قيادة المجتمع البحثي لتسخير القوة العلمية للحد من تعاطي المؤثرات العقلية والإدمان عليها عبر دعم وإجراء البحوث وتثقيف المجتمع وتقديم الخدمات العامة والعلاجية.

وأوضح الدكتور رشاد السنوسي مدير المركز بأن طموح المجتمع الأكاديمي بجامعة جازان أن يكون مركز أبحاث المؤثرات العقلية (سارك) قصب السبق فى دعم البحوث لمنع انتشار المؤثرات العقلية والتخفيف من آثارها الخطيرة الناتجة من تعاطى القات والمخدرات والتدخين والأمفيتامين إضافة إلى الآثار الطبية والنفسية المصاحبة.

وقال : إن نهجنا الاستراتيجى يستلزم عمل متعدد الجوانب, لمواجهة أبعاد هذه المشاكل المعقده والتصدى للأسباب الكامنة وراءها.مبينا بأن (سارك ) يقوم أيضا بتوفير المعلومات العلمية والموضوعية والتى ستدعم اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن قضايا تعاطى المؤثرات العقلية وسوف تؤدي النتائج بإذن الله إلى استراتيجيات أكثر فاعلية تسعى في المقام الأول إلى وقاية الشباب من استخدام المؤثرات العقلية استباقا.وأشار الدكتور السنوسي إلى أن المركز البحثى الواعد للمؤثرات العقلية بجامعة جازان هو نواة لمركز تميز بحثى مستقبلى يحمل وعدا بأن يكون واحدا من أكبر المراكز الوطنية والعالمية فى ابحاث المؤثرات العقلية, والذى سينعكس دوره فى الحد من تأثيراتها السلبية على الصحة العامة ومنظومة التنمية.

أهداف المركز وتحقيق الإستراتجية:

تمثل القيم الأساسية لمركز أبحاث المؤثرات العقلية دليلا وموجها للمعيار البحثي والتزامن مستمرا نحو صحة المتعاطين للمؤثرات العقلية من خلال تحقيق العديد من الأهداف والتي يأتي في مقدمتها مساعدة المستهدفين لتحقيق هدف الحفاظ على صحتهم من خلال تركيز أنشطتنا ومواقفنا لتلبية احتياجاتهم وتقديم برامج بحثية عالية الجودة عن المؤثرات العقلية إلى جانب تطوير مستوى الوقاية من تعاطي المؤثرات العقلية من خلال القيادة المبتكرة التي تسهل التغيير وتخلق فرقا حقيقيا.كما يهدف المركز إلى بناء ثقة الجمهور من خلال النزاهة والمهنية عبر شراكات مسؤولة مع المنظمات والجهات ذات الصلة وتوفير مكان عمل وبيئة آمنة ومنتجة، وهو ما يشكل تحديا ممتعا ويستحق الاهتمام، بحيث أن كل طالب وباحث وموظف هو جزء من الفريق في جو تسود فيه الثقة والاحترام والإبداع والاتصال المفتوح وقبل ذلك تشجيع المواطنة الصالحة من خلال المشاركة الفردية والتنظيمية في المجتمع الذي نعيش ونعمل فيه.ويسعى المركز إلى تحقيق العديد من الاهداف الاستراتيجية والتي تشكل هاجسا مهما منذ تأسيسه ويأتي في مقدمتها منع الشروع في تعاطي المؤثرات العقلية والإدمان عليها لدى أولئك الذين بدأوا بالفعل في استخدامها والحد من انتشار تعاطي المؤثرات العقلية وخفض العواقب الصحية والاجتماعية المرتبطة بها.

أولويات (سارك) والرعاية الصحية:

لم يغفل (سارك) العديد من الأولويات المهمة التي تساهم في مهمتنا الشاملة للحد من المؤثرات العقلية ومنع تعاطيها والإدمان عليها وتعزيز صحة الفرد والمجتمع وذلك من خلال تقليل الفوارق والتفاوت في الحصول على الرعاية الصحية المتعلقة بالإدمان على المؤثرات العقلية ومضاعفاتها وتعليم مجموعة متنوعة من الجمهور من المختصين في مجالات (العدالة الجنائية، التخصصات الطبية، النظم التعليمية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام وصناع القرار) حول علوم ومفاهيم المؤثرات العقلية إلى جانب تدريب وجذب باحثين جدد مسلحين بخبرات مختلفة، بما في ذلك الذين يبدون اهتماما في هذا المجال، ويشمل ذلك توظيف مختصين في حقول الكيمياء الحيوية، والأطباء النفسيين، والإحصائيين لإجراء أبحاث المؤثرات العقلية التحولية والقابلة للتطبيق وتعزيز الشراكات التعاونية مع الجهات الحكومية المحلية والوطنية في وضع استراتيجيات فعالة لاتخاذ تدابير وقائية تجاه تعاطي المؤثرات العقلية بالاضافة لتعزيز اتفاقيات التعاول الدولي التي تتناول برامج الإدمان، إضافة إلى التدريب ونشر المعلومات العلمية عن المؤثرات العقلية.

الاهتمام والخدمات المقدمة:

يعمل مركز أبحاث المؤثرات العقلية (سارك) مع الجهات العامة والخاصة للتعامل مع مجموعة من القضايا بما في ذلك أبحاث النتائج وأبحاث التكلفة الاقتصادية والاجتماعية للإدمان ، وتقييم التدابير الوقائية للإدمان، إلى جانب تأثير الإدمان على فئات سكانية بمن فيهم المراهقون والبالغون، والعمل الميداني الوبائي، والبحوث المسحية، ومجموعة متنوعة من القضايا البحثية الأخرى ووضع السياسات والأنظمة الوقائية.

كما تهدف برامج سارك الوقائية إلى منع البدء في تعاطي والإدمان على المؤثرات العقلية لدى الفئات الأكثر تعرضا لها، إضافة إلى تحسين فهم الإدمان وبناء استنتاجات وبائية متينة ورؤية جديدة، إلى الفهم بشكل أفضل لماذا يدمن بعض الناس على المؤثرات العقلية بينما لا يدمن البعض الآخر.

ويستهدف سارك كل الفئات والشرائح السكانية من خلال إطلاق برامج وقائية وتثقيفية متنوعة مثل البرامج المدرسية وبرامج الأسرة والبرامج المجتمعية.وفي مجال التدريب والتطوير المهني يوفر سارك خدمات التعليم والتدريب في مجال الوقاية من المؤثرات العقلية، مستهدفا جمهورا واسعا من المهنيين، وتشمل أنشطة التدريب لمقدمي الرعاية الصحية الأولية وفي مجال طرق البحث والوبائيات ويهدف المركز أيضا إلى احتضان ورعاية مؤتمرات وطنية وأخرى عالمية يركزان على مواضيع الأبحاث المتقدمة المتعلقة بدمج مفاهيم الوقاية والعلاج وأبحاث المؤثرات العقلية.

الخدمات العامة والعلاجية:

أما في مجال الخدمات العامة والعلاجية تركز أنشطة سارك على تقديم الخدمات الاستشارية والمساعدة التقنية العامة لأرباب العمل، ومديرية الشؤون الصحية بمنطقة جازان والإدارات المكونة لها، والإدارة العامة التربية والتعليم بجازان، وصناع القرار ومديري البرامج، كما يقدم المركز خدمات علاجية عبر عيادات متنقلة وطرفية، إضافة لتوفير برامج متنوعة أخرى مثل خدمات التقييم والإحالة، وإزالة السموم، وزيارات العلاج السكنية والتثقيف بأضرار المؤثرات العقلية، وخدمات ما بعد تقديم الرعاية الصحية.

رصد وتقييم المشاريع ودراسة الجدوى:

يرصد ويقيم سارك مشاريعه وبرامجه من خلال منهجية الجمع الدوري للبيانات وتحليلها وبالتالي تنشأ عملية تقييم منهجي وموضوعي سواء للمشاريع الجارية أو المكتملة وذلك لتحقيق الهدف النهائي بأن يكون قادرين على الإدلاء بتقارير حول جدوى مشاريعنا وبرامجنا ومدى فعاليتها وكفاءتها واستدامتها وأثرها على الفرد والمجتمع.