الجزيرة - ليلى مجرشي:
كشفت نورة الفايز نائب وزير التربية والتعليم، عن مشروع تجري دراسته حاليا يتضمن مناهج جديدة في رياض الأطفال على أن يطبق في 50 مدرسة في خمسة مناطق. وتستهدف الخطوة اتباع أساليب جديدة ومبتكرة لتعليم الأطفال في هذه السن المبكر، خاصة في ظل التوجه الكبير لنشر رياض الأطفال في القرى والهجر. وقالت الفايز إن المشروع يأتي ضمن عدة مشروعات تطويرية تعمل عليها الوزارة، من بينها مشروع قيادات الذي سيضم عددا من القياديات في الوزارة، متوقعة أن تتسلم المرأة مراتب عليا في الوزارة من الرابعة عشر فما فوقها. كانت الفايز قد استعرضت مسيرتها العملية من خلال مشروع (رائدات) الذي استضافته جمعية واعي، منذ بدايتها حتى وصولها إلى منصب رفيع في الوزارة قائلة إنها مرت بمراحل متقلبة وصعبة في بعض الأحيان، من بينها عملها إدارية في إحدى المدارس لمدة أربع سنوات، وأيضا خدمتها في معهد الإدارة العامة كمدربة ثم مديرة. ويهدف البرنامج لتسليط الضوء على تمكين المرأة السعودية من المهارات القيادية للمشاركة في تحقيق أهداف التنمية الوطنية، وتعزيز مكانة المرأة وتاثيرها في الأسرة والمجتمع. وقد استقطب المشروع خبراء القيادة في مجالات متعددة واستهداف 30 امرأة من القيادات العاملة في المؤسسات.
وخلال اللقاء استعرضت الفايز من خلال ورقة عمل (المرأة السعودية والتنمية الوطنية) تجربتها كقيادية وسط حضور بعض السيدات في قطاع التربية والتعليم، والمؤسسات الخيرية. وركزت الفايز خلال اللقاء على شخصيتها كإنسانة لا مسؤولة مقسمة تجربتها الثرية من عدة جوانب تناولتها بشفافية وتلقائية بهدف كسر الحواجز بينها وبين الحضور في جو يسوده التميز والانطلاق بلا حدود. عبرت الفايز عن نفسها بـ (مواطنة سعودية) واكتفت بذلك لأنها كما ذكرت تنتمي لكل بقعة في المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها لغربها. والأسرة في نظر الفايز تتكون من زوج وخمسة أبناء ووالدين على قيد الحياة، وأسرة عمل تتكون من زميلات وصديقات في مجالات التربية والتعليم.
وأكدت نورة الفايز أنها إنسانة شغوفة بالمعرفة فحصولها على بكالوريوس جامعة الملك سعود في علم الاجتماع لم يقف عند الشهادة العلمية فحسب بل تجاوزها، لتذهب مع زوجها كمرافقة إلى أمريكا وتعود بشهادة ماجستير في تخصص تقنية التعليم كأول سعودية تحصل على هذا التخصص. وتضيف الفايز: «كنت أتساءل أين مجال تخصصي وهل ستفتح الوزارة أبوابها لي، والتحقت بمعهد الإدارة كمدربة تقنيات وكانت من أجمل التجارب في حياتي.
ووصفت نائب وزير التربية والتعليم رحلتها في العمل بالممتعة رغم عدم الاستقرار، وبينت أن ذلك منحها خبرات وتجارب جعلت منها قادرة على التأقلم مع العمل دائما وتحكي تفاصيل هذه المرحلة من عمرها في الوقت الذي كانت تدرس فيه في الجامعة حيث إن الدراسة في ذلك الوقت غير منتظمة بتوقيت، وحتى لا يصيبني الملل عملت كإدارية في إحدى المدارس المتوسطة وكانت أربع سنوات من أجمل أيام حياتي، أما عن عملي في معهد الإدارة فكان له النصيب الأكبر من صقل خبراتي فعملت كمدربة، ومن ثم مديرة للمعهد. وقالت «لم أكتف بالعمل في مكان واحد فطبعي الذي تعود على العمل جعلني أوافق على العمل في جامعة الملك سعود كمحاضرة وبطبيعة تخصصي الذي يعتمد على التقنية وعدم توفر أجهزة في ذلك الوقت كنت كل مرة ترافقني شاحنة مليئة بالأجهزة في فروع الجامعة لأستطيع إعطاء الدروس بشكل عملي. وتضيف :»عملت أيضا في وزارة المعارف قبل أن يتم توحيدها لتصبح وزارة لمدة 5 سنوات وكانت محطة أخرى في حياتي». وشددت الفايز على أن المرحلة من مسيرتها مليئة بالمفاجأة وإثبات الذات فبعد الأمر السامي بتعيينها نائب وزير التربية والتعليم وجدت الفايز نفسها من اليوم الثاني من القرار متجهة إلى مكان مجهول الملامح كما وصفته لتلتقي بنخبة من التربويين والتربويات الذين استفادت من خبراتهم وسهلت عليها الكثير من الصعاب التي كانت تترقبها. وترى الفايز أن تفكيرها لم يتوقف منذ عملها في الوزارة من استراتيجيات، خطط، أفكار، برامج.. مؤكدة أن الهدف الأول العمل من أجل (التعليم وتوحيد الأهداف والرؤى المستقبلية) وحرصت الفايز على مسارين مهمين الأول الاتساع في رياض الاطفال من سن 3-6 سنوات في الهجر والقرى والمدن التي لا يصلها التعليم، والعمل على استحقاق المرأة الوصول إلى مراتب عليا، وأكدت أنه قريبا سيكون هناك سيدات على مراتب عليا مثل الرابعة عشر وما فوقها. ومن الخطط المستقبلية التي ذكرتها الفايز: دراسة 3 مناهج جديدة في رياض الأطفال تطبق في 50 مدرسة في خمس مناطق. وسلطت الضوء أيضا على مشروع (قيادات) الذي سيضم نخبة من قياديات التربية والتعليم، ومشروع تحقيق الجودة في جميع المدارس ومؤسسات التعليم، ومشروع إنشاء هيئة لتقويم التعليم العام والخاص مستقلة تماما عن وزارة التربية والتعليم، ومشروع تطوير النقل المدرسي، المقاصف.