|
الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع إن هناك عوائق ومشكلات واضطرابات مستعصية تجلب الأمة الإسلامية إلى الوراء بسبب هجران بعض هذه الدول للقرآن الذي هو مصدر قوة وعزة الشعوب الإسلامية.
وأكد سموه خلال رعايته حفل توزيع جائزة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن للعسكريين بأن هذه الدول أصابها ما أصابها من أحوال مضطربة تمنع انطلاقتها إلى الأمام والتقدم من خلال التناحر السياسي والذي يعتبر في أوجه والاقتصاد الذي في أسوأ حاله والسلاح الذي أحجم لغة الحوار وأصبحوا يخربون بلادهم بأيديهم.. والإنسان الذي كرمه الله بات على أيدي البعض رقماً في عدد قتلى أو جرحى.
وطالب سموه في كلمته التي ألقاها في الحفل الأمة إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة وأن يأخذوا القرآن منهجاً لهم في حياتهم فهو العدل.. مخاطباً سموه الحاضرين قائلاً: يسعدني أن أحيي الحاضرين، وأرحب برجال القوات المسلحة من الدول العربية والإسلامية في ختام هذه الدورة السابعة، في مناسبة من أطهر المناسبات، مناسبة يتوق القلب إليها ويخشع عند حضورها. مناسبة تحيط بها الملائكة، يشهدون ويبلغون رب العزة أن هناك رجالا، ظلوا يذكرونك، يحمدونك ويشكرونك، يتسابقون في حفظ كتابك، ويتنافسون فيه، يبتغون مرضاتك ورضوانك، يرجون عفوك وغفرانك، يأملون في جنتك، ويستعيذون من نارك.. مرحباً سموه بالوفود قائلاً لهم:
لقد حللتم أهلاً ونزلتم سهلا في دولة، أقيمت على دعائم الإسلام، التوحيد رايتها، والعدل غايتها، والقرآن دستورها، وشرع الله سبيلها؛ ملكها وشعبها نذروا أنفسهم لخدمة الحرمين الشريفين.
وأضاف سموه: قبل أن استرسل في خطابي، لا يفوتني أن أذكر بمن ارتبطت المسابقة باسمه الكريم، من تبناها ورعاها، عهدناه، في حياته، إلى الخير ساعياً، وإلى الدين القويم مبادرا، ولكل مجتهد معضداً، ولكل غيور على دينه مكرماً، ولكل آمر بمعروف أو ناه عن منكر مؤازراً. كانت مشاريعه الخيرية عديدة، وأعلاها ما آثر به حفظ الذكر الحكيم. رحم الله سلطان الخير. وأسكنه فسيح جناته.
وأوضحنا في الدورات السابقة جوانب كثيرة تتصل بحفظ القرآن العظيم وحافظه. تحدثت عن أن الحفظ هو أولى الخطوات وأيسرها في درب طويل، سلكه حافظ القرآن والتزامه، وذكرت أن التحدي الأكثر صعوبة هو كيف يكون القرن خلق حافظه، وكيف يعلم بما يحفظ، وكيف بالقرآن يرقى ويسمو. وبيّنت أن مراتب الثواب لحامل القرآن، والتي بشّرت بها الأحاديث الشريفة، تندرج من القراءة إلى التلاوة، إلى الحفظ، ثم الوعي والدراسة لتبلغ ذروتها بالعمل بما استحفظ. كما أوضحت أن تعهّده - سبحانه وتعالى - بحفظ الذكر الحكيم، لا ينفي مسؤوليتنا في حفظه والذود عنه بأسلوب الحوار العقلاني، الحوار الموضوعي المعتمد على الأسانيد والحجج الشرعية. ودعوت الله أن يضحي القرآن، في الدول الإسلامية قاطبة، دستوراً ومنهج حياة تعيش على مائدته، وترتوي بحكمته، وتتأدب بآدابه، تعتصم به لتعز، ولا تضيعه فتذل، وشكرته - عز وجل - أن هدانا إلى كتابه العظيم، مأدبته، وحبله المتين، والشفاء النافع، والنور المبين، إذ إنه عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه.
عرض مرئي عن مسيرة الأمير سلطان
عقب ذلك تم عرض فيلم عن الأمير سلطان -رحمه الله- وجهود هذه الجائزة في تشجيع العلم والعلماء من خلال هذه المسابقة ونشر القرآن الكريم.
بعد ذلك أعلن العميد صالح بن طالع العمري أسماء الفائزين في هذه الجائزة بفروعها الأربعة وعددهم 20 متسابقاً من مختلف الدول.. ثم تشرف وفود الدول المشاركة بالسلام ومن ثم تم تكريم لجان التحكيم ورؤساء اللجان المنظمة والرعاة.
عقب ذلك منحت جائزة الأمير سلطان -رحمه الله- العالمية للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن تسلمها الأمين العام للجائزة... ثم تم تقديم هدية لسموه.
هذا وقد شرف هذا الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه الأمير تركي بن عبدالله وسمو الأمير فهد بن خالد بن سلطان ورئيس هيئة الأركان العامة وقادة القطاعات العسكرية.