|
تتبدل الأيام وفصول السنة الشتاء الربيع الخريف والصيف.. أزمنة نرى فيها كل ألوان الفرح ونعيش أيضا فيها لحظات الحزن والفراق ومن هذه المنطلقات والمنعطفات لابد أن نرى الدموع الحزينة.. فقدت حائل يوم الجمعة الموافق 12/4/1434 أم حمد (نورة الدخيل) التي انتقلت إلى رحمة الله، راعية الخير والعطاء عن عمر يناهز 75 عاما... كان يوما مثقلا بالدموع والبكاء يتصاعد الحزن إلى قلوبنا ويؤثر على حياتنا ويزرع لحظات الألم ويزيد من قسوة الوداع...ففي جوانحنا الكثير من قصص الحزن والابتعاد... وتتوالى ليالي البكاء بفقدان الغاليين من الآباء والأمهات والأولاد والأصدقاء والمقربين وهذه سنة الخالق سبحانه وتعالى في خلقه..(أم حمد) هي إحدى رموز العطاء والرحمة والتواصل.....أكتب هذه السطور كأحد جيرانها (رحمها الله) جاورتني في منزلي 14 سنة..تعاملها ومحبتها لعيالي وزوجتي (أم صالح) وكأنهم أولادها.....شاهدت عن قرب عملها الإنساني الصادق... من الأشياء الجميلة التي عرفتها عنها في هذه السنوات.. واهتمامها الكبير بالعمل الخيري ومساعدة بعض المحتاجين من الأسر الكريمة في المجتمع ومد يد العون لهم والتبرع لهم ومدهم بالمال...ففي شهر رمضان المبارك تقضي معظمه في مكة المكرمة بالقرب من بيت الله...تفطر الصائمين وتتصدق كثيرا للمحتاجين عند أبواب الحرم وداخل البيت العتيق تقدم ما تجود به...من خيراتها... المرأة الصبورة والمحتسبة والتي يشار لها بالطيبة والكفاح في حياتها وتربيتها بكل ود وحنان لإفراد أسرتها..وسعة صدرها والسؤال عن الصغير والكبير تتصف باحترام الآخرين..ففي آخر أيامها توجه أولادها بالترابط فيما بينهم والتواصل مع الجيران والاطمئنان على أحوالهم وتقديرها للكبير والصغير ومع أقاربهم، لديها سجايا حميدة في الإخلاص وحسن التعامل وشمائلها الحسنة مسخرة نفسها للطاعة والعطاء..لا تتكلف في تواصلها مع الناس وهذا - مشهودا لها- ولها مكانه محببة عند النساء والأطفال...لقد تركت فراغا كبيرا عند أولادها وبناتها وعائلتها جميعا...وخلفت مآثر عدة من الرحمة والعطاء وحب الآخرين وامتلكت صفات اجتماعية عززت قيما رائعة من التكاتف. ومازالت الألسنة تلهج بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة ندعو الله عز وجل لذويها الصبر والاحتساب والسلوان وان يحفظ لنا الله آباءنا وأمهاتنا وأولادنا وبناتنا وأهالينا وأن يحفظ لنا أفراد الشعب السعودي الكريم وأن يخفف من أحزاننا وأن نكونمن المرحومين وأن يتم علينا نعمة التدبر والصحة والعافية وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين ويغفر - لأم حمد- ويصبر عائلتها على فراقها.. وأن يسكنها فسيح جناته إنه على كل شيء قدير....لا أقول إلا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
فهد إبراهيم الحماد - حائل