|
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
أكد عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان رداً على سؤال حول التجمع والتجمهر عند مقرات بعض المسؤولين والوزارات بقصد النصيحة بقوله: إن التجمهر ورفع الأصوات لا يأتي بشيء بل يفسد عليك الطلب الذي جئت من أجله، وأضاف: مراجعة المسؤولين لابد منه لكن له ضوابط: أن يكون الطلب الذي تتقدم به طلباً صحيحاً، وأن يكون بأدب، وفي الوقت المناسب.
وقال: إن المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يؤتي ثماره في كل عام وبات أكثر إنتاجاً واستعداداً مما يدل على نشر الخير.. ونوه أن الجامعة في كافة أقسامها كانت ولا تزال مباركة على هذه البلاد وعلى العالم الإسلامي وهي من نعم الله ومن حفظ الله للشريعة. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها فالشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان صباح اليوم السبت في القاعة الكبرى في المعهد العالي للقضاء بعنوان: «آداب طالب العالم» بحضور عميد المعهد العالي للقضاء بالجامعة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند الذي افتتح المحاضرة بكلمة ترحيبية وشكر فضيلته على تخصيص هذا الوقت للالتقاء بأبنائه الطلاب في المعهد. وبيّن فضيلته أن طلب العلم هو الأساس في القول والعمل، واستشهد بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة في فضل طلب العلم، وأكد أن طلب العلم مقدم على القول والعمل، وأشار إلى أنه طلب العلم ليس ميسراً لكل الناس بل لكل فرقة وقبيلة أو بلد أو أسرة طائفة تتيسر لهم طلب العلم ليتفقهوا في الدين ومن ثم يعلموه أهلهم ومن خلفهم. وشدد فضيلته أن على طالب العلم أن يتلقى العلم من العلماء وأن يدخل لدور العلم، التي تحتاج إلى صبر وترحال ومشقة، فالعلم بالتلقي من الكتاب والسنة ومن أهله والكتب من أدوات التلقي. وأوضح أن أهم آداب العلم النية، وحث طلاب العلم على ضرورة الإخلاص في طلبهم للعلم، وقال: الله يعامل طالب العلم على حسب قصده وهو لا يخفاه شيء، ويعامل كل شخص حسباً لقصده، وعلى طالب العلم أن يخلص نيته لله، فيطلبه لله لا لأي أمر آخر، وإذا طلب العلم لله أعانه الله ويسره له ووفقه، وطلب العلم عبادة، وهو أفضل من نوافل العبادات، لأن نفعه يتعدى، أما العبادة فنفعها مقتصر، وطلب العلم يأتي بعد الجهاد في سبيل الله في الفضل، والجهاد في سبيل الله يقوم على العلم. وحث فضيلته طالب العلم أن يتدرج في طلبه، فلا يأخذه دفعة واحدة أو من فروعه بل على طالب العلم أخذه من مبادئه وأصوله وأبوابه ويتدرج شيئاً فشيئاً، والعلم لا يؤخذ دفعة واحدة، وعلى المعلم أن يتدرج لطلابه شيئاً فشيئاً ولذلك ألف العلماء المتون والمختصرات. وأضاف: العلم يبنى بعضه على بعض وهذا التدرج هو الذي يوصلك إلى الدرجات والعالية، وهذا التدرج يحتاج إلى الصبر، وإلى وقت، ومن الآداب أن لا يستعجل طالب العلم، فالعلم يحتاج أن يأخذ مجراه، كما أنه يحتاج إلى حظ الوقت فما زاد عن أداء الفرائض وأكله ونومه عليه أن يصرفه لطلب العلم، وطالب العلم يشعر براحة ولذة أكثر مما يقضيه غيره في الرحلات ومن كافة الأمور، ومما جد من الملهيات، ومن الآداب أن طالب العلم يرى أنه بحاجة إلى المزيد وأن لا يرى أنه بلغ الكفاية فيه، فأمران لا يشبعان كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طالب العلم وطالب الدنيا. وحث فضيلته طلاب العلم على التواضع وعدم التكبر وقال: كل ما زاد في طلب العلم زاد تواضعه وخشيته من الله فعلى طالب العلم عدم التكبر وأن لا يترفع، وأمر مهم جداً وهو العمل بعلمه لأن العلم وسيلة للعمل فالعلم ليس الغاية، والعلم الذي ليس معه عمل هو حجة على صاحبة يوم القيامة، كما أن العمل لا يصلح بدون علم، كما على طالب العلم أن ينشر علمه على الناس وأن لا يكتم علمه بل عليه نشره للناس، فالعلم تحمله لغيرك ولا يترك الناس في ظلالهم وجهلهم، وكلما زاد العلم مع العمل زادت السعادة.
وأجاب فضيلته على أسئلة الحضور، حيث أكد على طالب العلم أن يقوم بحقه وأن يسد حاجة المسلمين في أي مكان أوكل له سواء في القضاء أو غيره، وأن يطلب العون من الله مع القيام بما يناط به في مهامه.
ورد فضيلته عن السؤال حول التجمع والتجمهر عند مقرات بعض المسؤولين والوزارات بقصد النصيحة بقوله: إن التجمهر ورفع الأصوات لا يأتي بشيء بل يفسد عليك الطلب الذي جئت من أجله، وأضاف: مراجعة المسؤولين لابد منه لكن له ضوابط: أن يكون الطلب الذي تتقدم به طلباً صحيحاً، وأن يكون بأدب، وفي الوقت المناسب، وبأسلوب مناسب. وفي سؤاله عن التحزبات التي ظهرت مؤخراً بين طلاب العلم إلى فرق وجماعات قال: لا يجوز التفرق والتحزب، فالمسلمون جماعة واحدة -ولله الحمد- مستشهداً بقوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}؛ وقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، منوهاً إلى أن هذه التحزبات ينهى عنها الدين وينتج عنها آثار عكسية، ودعا إلى السير على طريق واحد حتى يكون للأمة هيبة وتعاون فيما بينها.