|
جدة - عبدالله الدماس:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة مساء أمس معرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري «سيتي سكيب جدة 2013م»، الذي يُعد الحدث العقاري الأبرز في المنطقة، وذلك بمركز جدة للمنتديات والفعاليات، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، ويحظى برعاية إعلامية من صحيفة «الجزيرة»، وذلك بحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والشركات العقارية. ويضم المعرض مزيجاً فريداً من الفعاليات المتخصصة، تتضمن المعرض العقاري، ثلاثة لقاءات تفاعلية متخصصة حول القطاع السكني والإسكان الميسر، حول الاستثمار والتطوير الفندقي، إضافة إلى اللقاء المعماري الثاني بالمملكة.
ويجمع المراقبون على أن قطاع العقار السعودي يستعد لطفرة في فرص النمو الهائلة هذا العام، وذلك بعد صدور الموافقة التي طال انتظارها على قانون الرهن العقاري، وتنفيذ مشاريع الإسكان الميسر، ونمو قطاع الفنادق والضيافة؛ حيث يزيد التركيز على السياحة الدينية، التي من المتوقع أن تسهم وحدها في نمو القطاع بأكثر من 20 % في العام 2013م.
وكشف القائمون على الحدث العقاري الأبرز في المنطقة عن الأنشطة المكثفة التي تم التجهيز لها؛ حيث سيشهد المعرض مشاركة 40 متحدثاً من الشخصيات المؤثرة والعاملة في القطاع العقاري من رؤساء ومديرين تنفيذيين، وتنظيم أكثر من 20 فعالية ما بين ورش عمل، واستعراض لدراسات، واجتماعات الموائد المستديرة، وذلك في مسعى لنشر المعرفة، كما ستكون هناك فرص للتواصل والتعارف بهدف تأسيس قنوات للحوار وتبادل الآراء بين الشخصيات المحلية والدولية وأصحاب العلاقة والمهتمين في القطاع العقاري.
وفي تعليق له على الميزات الجديدة التي يوفرها سيتي سكيب لرواده هذا العام قال الأستاذ حسين الحارثي، نائب الرئيس العضو المنتدب لشركة المعارض الوطنية: «إضافة إلى كونه المعرض العقاري الأكثر تميزاً على مستوى المملكة أضفنا لأجندة المعرض هذا العام ورش عمل حول القطاع السكني، والإسكان الميسر، والاستثمار والتطوير الفندقي، إضافة إلى لقاء للمعماريين؛ ليكون المعرض المنصة المثالية للمؤسسات والشركات العقارية والعاملين فيها؛ ليلتقوا ويناقشوا فرص الاستثمار والتطوير الواعدة في مدينة جدة وخارجها».
ويشير تقرير للغرفة التجارية الصناعية بجدة إلى أن حجم الاستثمارات في قطاع الضيافة السعودي يفوق 800 مليار ريال، بفضل تطبيق الاستراتيجية التوسعية، وتحديث مشاريع قطاع الضيافة، والمنافسة القوية، والطلب المتزايد على أعلى معايير الجودة للخدمات. وفي تأكيد على الإسهام الفاعل للقطاع في تنمية الاقتصاد الوطني أوضح رئيس لجنة الضيافة عضو اللجنة السياحية في غرفة جدة الدكتور خالد فهد الحارثي أن قطاع الضيافة والسياحة السعودي بحاجة إلى 974 ألف وظيفة في المجالات السياحية كافة، مشيراً إلى توصية رفعت بها اللجنة لوزير العمل المهندس عادل فقيه لإنشاء معهد متخصص للضيافة بالتنسيق مع وزارة العمل.
وسيناقش الخبراء خلال اليوم الأول في ورشة عمل القطاع السكني والإسكان الميسر عدداً من المشاريع السكنية الرئيسية، ورؤى المطورين العقاريين، والاستراتيجيات الناجحة لضمان تمويل المشاريع، وكذلك نماذج العمل المدرة للربح، والفرص الاستثمارية المبتكرة الضرورية للاستفادة من الفرص التي يقدمها سوق الإسكان. وفي اليوم الثاني من المعرض، ستستعرض ورشة عمل الاستثمار والتطوير الفندقي الوسائل والأدوات التي يمكن من خلالها الاستفادة من الفرص الموجودة في قطاعي الفنادق الصغيرة والمتوسطة الآخذَيْن في النمو، ورصد الفرص الاستثمارية الجديدة في قطاع السياحة الدينية.
ويقول الحارثي: «توقعات الهيئة العامة للسياحة والآثار تشير إلى أن قطاع الفنادق والضيافة بالمملكة ضمن القطاعات التي ستزخر بالفرص الأكثر إثارة في المستقبل القريب، وذلك بفضل دعم الحكومة المضاعف لتنمية السياحة الدينية، مع توقع أن تستقبل المملكة 15,8 مليون حاج ومعتمر بحلول العام 2014م، وأن ينمو عدد السياح بنسبة تتراوح بين 6 و8 % على مدى السنوات الخمس المقبلة. ولهذا السبب فإن معرض سيتي سكيب جدة لهذا العام هو الحدث الوحيد الذي تجتمع فيه العلامات التجارية المحلية والدولية، التي تتطلع إلى الحصول على معلومات حول قطاع الفنادق وفرص الاستثمار في قطاع الضيافة، التي لا تتوافر في أي مكان آخر». ورغم أن مكة المكرمة تعد المدينة الأكثر غلاء على مستوى العالم من حيث أسعار الأراضي والعقارات فقد أصبحت هي والمدينة المنورة من أكثر المدن جذباً للاستثمار في العالم، خاصة فيما يتعلق باستقطاب العلامات التجارية العالمية إليهما. ووفقاً لبيانات اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بمكة فقد ارتفعت الاستثمارات العقارية خلال العام الماضي 2012م بنسبة 45 % في مكة وحدها، مقارنة بنسبة 55 % في بقية مناطق المملكة؛ ويأتي هذا نتيجة أعمال التوسعة التي تشهدها المشاعر المقدسة، وقطار المشاعر، ومشاريع السكك الحديد بمكة المكرمة، فضلاً عن الانتهاء من جسر الجمرات بمنى. ومن المتوقع أن تستحوذ مكة المكرمة على نصف استثمارات البلاد في القطاع العقاري بحلول نهاية العام الحالي.
وفي اليوم الثالث من المعرض سيسلط اللقاء المعماري الضوء على القضايا الساخنة، مثل استشراف المستقبل والتخطيط العام، وتنفيذ التصميم المستدام، والابتكار في المواد المستخدمة في التصميم، والاستراتيجيات الخاصة بالحفاظ على التراث المعماري، وتنفيذ التحسينات في المباني التجارية والسكنية.