|
جازان - عبدالله عكور:
منذ أكثر من خمس سنوات وبعد أن استبشر أهالي قرية خضراء صامطة والقرى المجاورة لها خيرًا بالبدء في إنشاء عبّارات تصريف السيول، التي من شأنها أن تسهم في حماية القرية من الأمطار وتحسين بيئتها، فوجئ الأهالي أن المشروع توَّقف دون سابق إنذار وبِشَكلٍّ يخيّب آمالهم خصوصًا أن قريتهم قد تعرَّضت بالفعل لتبعات السيول في وقت سابق وهم ليسوا بمعزل عن احتمالية تكرار الموقف.
«الجزيرة» رصدت وضع العبّارات حاليًا في تلك القرى والتقت بعدد من الأهالي، حيث تحدث مدير مدرسة خضراء صامطة عبده عكور قائلاً: «العبَّارة التي وضعت في مجري الوادي ضيّقة جدًا ولها آثار سلبية أثناء جريان السيول، حيث تمتلئ فتحاتها بالأشجار ويتَحوَّل الماء إلى القرية ويدخل إلى البيوت المجاورة ويتجمع أمام بوابة المدرسة فتكون مستنقعًا يُهدِّد الطُّلاب وهذا خطر على صحتهم».
فيما تحدث المواطن محمد جعبور قائلاً: «وضعت تحويلة أمام هذه العبّارات من دون أيّ لوحات إرشاديَّة تدل على وجودها مما يتسبب في حدوث حوادث متكررة». أما المواطن أحمد حمران فقال: «وصل مشروع العبَّارة لقريتنا ففرحنا به لكي يقوم بتصريف مياه السيول من تجمعها في الطَّريق ولكن فؤجئنا بصغر حجمها وضيق فتحاتها فأصبحت مشكلة تؤرِّقنا وذلك بدخول مياه السيول إلى داخل القرية وأمام السالكين»
واستغرب المواطن علي إبراهيم مما وصفه بغياب الرقابة وعدم الاهتمام الكافي بالمشروعات التي تهم الفرد والمجتمع في هذه المحافظة، منتقدًا كذلك المجلس البلدي، ويضيف «هذا المجلس لم يحقِّق الغاية الفعلية والدور المطلوب منه، يفترض أن يكون حاضرًا في متابعة المشروعات الخدميَّة في هذه المحافظة ومحاسبة المُقصِّر والمتهاون في تنفيذ وتأخير استكمال هذه المشروعات والحال الذي نرفعه لِمَنْ يهمه الأمر هو المطالبة الجادّة والضرورية باستكمال هذا المشروع بالشكل الصحيح».
المواطن عبد الله محمد عكور يعلّق من جانبه بأنّه يجب ألا تبقى هذه العبّارة بهذا الشكل، وعدّ أن هذا الوضع لا يخرج عن أمرين لا ثالث لهما «إما أن يكون المشروع لم يُنفّذ بالطريقة الصحيحة والسَّلِيمَة وهذا ما أرجحه، وإما أن يكون هناك عجزٌ في الإمكانات الماليَّة لبلدية صامطة وهذا مستحيل».
أهل الخبرة في الأراضي والأودية لهم رؤيتهم في هذا الأمر حيث يقول الشيخ عبد الله شوكان نجمي: «عبّارات خضراء صامطة ضيّقة ولا تتسع للماء القادم من العقم والذي يحمل معه الأشجار والأوساخ، مما يُؤدِّي إلى انحشارها في العبّارات وانسدادها، وإذا انسدت العبّارات تجمع الماء خلفها وارتفع مستوى الماء وهو ما تنتج عنه أضرارٌ لا يمكن التنبؤ بها، وعلى ذلك قسْ عبّارات وكبري طريق الطوال صامطة فإنّها لم تختبر حتَّى الآن.
وكانت السيول قد داهمت عددًا من قرى صامطة قبل نحو عام وتسببت في دخول منازلهم وغرق ممتلكاتهم وخصوصًا سوق الأعلاف».
للتعرف على رأي الجهة المعنية في الجانب الآخر من الصورة، عرضت «الجزيرة» الموضوع على المتحدث بأمانة منطقة جازان الأستاذ طارق الرفاعي الذي ردّ بقوله: «لقد أنشأت البلدية ثلاث عبّارات من مشروع قديم وقد رأت البلدية إضافة عبّارات جديدة وتَمَّ طرح المشروع لهذا الغرض وما يزال تحت إجراء الترسية».