لعلني سأبدأ مقالي هذا بالجملة التي طربت لها في خطاب حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ د. سلطان القاسمي التي تحدث بها أمام ضيوف منتدى الاتصال الحكومي بالشارقة يوم الأحد الماضي في جلسة الغداء التي دعي إليها المشاركون في المنتدى وكان أبرزهم فخامة رئيس الوزراء التركي طيب رجب آردوغان وكوفي عنان والسيد عمرو موسى حيث ركز سموه على الثقافة والمثقف والتراث والمكاسب التراثية، وعرج على مسيرة الشارقة في الحضور الثقافي والتراثي حتى غدت اسما لامعا في المحافل الدولية.
وعدّ الثقافة هي الملجأ لأنها العنصر الأكثر خصوصية، والهوية الثقافية هي الحصن الذي يحمي الإنسان من الفوضى الجامحة ، وإن أردنا النجاح والتألق فلا بد أن نحافظ على خصوصيتنا الثقافية”.
لعل دور المثقف لتظهر الحاجة إليه اليوم في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية، ولعله الأساس في اكتمال ثقافة المجتمع ، وقد ركز سلطان الشارقة على الإنسان الذي هو أهم من ثورة الكونكريت ولعلنا نلمس هذا من خلال الشباب الإماراتي وتجربة اندماجه في بناء وطنه وتفانيه وإعطائه الصورة المشرفة والمشرقة جنبا إلى جنب مع الفتاة الإماراتية التي أبدعت في مجالات الحياة المختلفة، وقد استوقفتني مصطلحات حققها أولئك على أرض الواقع ولعل أهمها العمل التطوعي في المناسبات المختلفة التي تعج بها بلادهم فأخلصوا وأبدعوا وهنا أوجه الشكر لمن يتسع المجال لشكرهم على دأبهم وجهدهم وحفاوتهم ومنهم أسماء الجويعد، بدور المهيري، جواهر النقبي وخالد المطروش.
في منتدى الاتصال الحكومي اجتمعت السياسة بالإعلام وبصناع القرار والشعر بالموسيقى في أمسية أبى فيها الشعر إلا أن يسري في أوردة الماء الذي ترقرق في عروق الأرض في إمارة التراث والثقافة، ومن فضائنا العربي المرئي والمكتوب حضر رواد الإعلام والمؤثرين فيه.. جهاد خازن، حمدي قنديل، خالد المالك، روان الضامن ، لبنى القاسمي، زافين ،أحمد سالم بو سمنوه، مريم بنت فهد وتركي الدخيل وغيرهم للتواصل والنقاش حول عرض تجارب أو إيجاد آليات حديثة تعمق سبل التواصل بين المجتمعات والحكومات ، وقد أشار أ. سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي أنه لا بد أن تكون هناك شراكة حقيقية مع المواطن، وأنه وحكومته في صراع دائم مع الوقت، فلا بد من التحرك السريع لدعم إدارات الاتصال بالدوائر الحكومية وتطوير الكوادر البشرية للتمكن من المنافسة والتميز ، وقد كان التميز في تنوع العقول والإعمار والأجناس التي قامت على إنجاح هذا الملتقى الذي كان مديره أ. أسامة سمرة الذي قال عن المنتدى: إنه ثمرة مركز الشارقة الإعلامي والذي يسعى لترسيخ مكانة الشارقة الثقافية والإعلامية في المنطقة.
هنا الشارقة..وسيبقى في القلب بهجة ما رأيناه وسمعناه وما لمسنا من جد ودأب وحياة تستفيق في عيون المكان ونبض إنسان تلك الأرض الطيبة.
mysoonabubaker@yahoo.com