في الحديث النبوي الشريف “في كل كبد رطبة أجر”.. دلالة أكيدة على أهمية الكبد في جسم الإنسان وإلا لما خصها النبي عليه الصلاة والسلام بالحديث دوناً عن سواها من أجزاء الجسم.
دهشت من معلومة رقمية تقول إن أمراض الكبد تؤدي بحياة مليون إنسان سنوياً على مستوى العالم.. معلومة دون شك مزعجة ومؤلمة، لكن ما خفف وقع الصدمة التطور الطبي المتنامي في مجال زراعة الكبد. اليوم يمكن للأحياء التبرع، إذ يستطيع الشخص أن يتبرع بجزء صغير من كبده للشخص المصاب، وبأمر الله تعود كبده إلى حالتها الطبيعية خلال ستة أشهر, وبإمكان الفرد الواحد التبرع لأكثر من شخص.
مساء يوم الاثنين الماضي تلقيت كمية هائلة من المعلومات عن الكبد في لقاء الجمعية العمومية للجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد بمقرها بمدينة بريدة، وهذه الجمعية التي يرعاها ويرأسها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز من الجمعيات الخيرية الوليدة ذات الرؤية الواضحة والأهداف السامية، كيف لا وقد وجهت جهودها لخدمة مرضى الكبد ومساعدتهم في تحقيق آمالهم بالشفاء والعودة للركض مرة أخرى وبقوة في دروب الحياة، وقد شاهدت في العرض التوضيحي أكثر من متعاف بعد عمليات الزراعة الناجحة وقد ارتسمت الابتسامة في وجوههم وأشرق الأمل في نفوسهم.
الجمعية بحاجة لدعم جميع أفراد المجتمع القادرين لتحقيق رؤيتها الإنسانية بتقديم خدمات صحية ملبية لاحتياجات مرضى الكبد، والوصول لمجتمع واعٍ بمخاطر أمراض الكبد والعوامل المسببة للمرض، وتوفير برامج اجتماعية تقدم العون لمرضى الكبد، وبحث علمي نشط في مجالات الوقاية والعلاج، وقبول أوسع لفكرة التبرع بالكبد بين أفراد المجتمع، وقد فتحت الجمعية أكثر من مسار عملي لمد جسور التواصل مع المصابين بمرض الكبد، والوقوف مع أهلهم وذويهم، ورفع الوعي لدى شرائح المجتمع، وفتح آفاق وجوه البذل.
أهمية الجمعية منبثقة من أهمية الكبد في جسم الإنسان ووظائفها الكثيرة، والكبد -بحسب وصف الأطباء- أكبر أعضاء الجسم البشري رغم أن وزنها لا يتعدى (1) كيلو غرام، وهذا العضو الحساس والهام يقوم بوظائف لا حصر لها، ومعرفة تلك الوظائف أو بعضها ستسهل لنا تصور قيمتها التي لا تعوض وحاجة الإنسان لها، إذ تضبط مستوى السكر في الدم، وتصنع مئات الأنواع من البروتينات التي يحتاجها الجسم في بناء خلاياه المتعددة، وتفرز العصارة الصفراوية الكبدية التي تقوم بدور رئيس في هضم الطعام، وتحول المواد السامة إلى أخرى غير سامة وتطردها من الجسم، وتصفي الدم قبل وصوله للقلب، وتعمل على تكوين خلايا الدم الحمراء في الجنين داخل الرحم، وتخزن الحديد وكثيراً من المعادن، وتحفظ التوازن الهرموني في الجسم.
الجمعية الوليدة أنجزت جملة من الأعمال في سنتها الأولى بدعم من سمو رئيس مجلس إدارتها وعدد من الوجهاء والمسؤولين والأطباء والخبراء والباحثين فاستقبلت عدداً من مرضى الكبد من جميع مناطق المملكة وبعض الدول المجاورة وحولتهم لبعض المستشفيات، وقدمت لأكثر من مريض دعماً مالياً شهرياً، ووقعت مذكرات تفاهم مع أكثر من جهة. ولكي تستمر الجمعية في تقديم خدماتها فهي بحاجة لدعم الجميع دون استثناء كل حسب قدرته، ولأن كبدك حياتك فادعم الجمعية ولو برسالة واحدة.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15