مدخل
قامت لتحجب قرص الشمس قامتها
عن ناظري حجبت عن ناظر الغير
وعلما لعمرك منها أنها قمر
هل تحجب الشمس إلا صفحة القمر
تواعدا عند شرفة المدخل.. في قصر السيدة (الفاحشة الغنى، والجمال أيضاً).
رجل مهاب، طوله فارع، ناصيته ممتدة لا تكاد تراها.
امرأة بيضاء، عينيها زرقاوان، خداها مزهران.
استقبلته بابتسامة ملأت شدقيها وأظهرت نواجذها، المهم جلس هذا الرجل الممتد القوام على الكرسي، وقال: فرصة سعيدة، ثم أردف مباشرة: أنا أمقت المقدمات وأريد أن أخطب ودك (وحبك)!!
لم يتحذلق ويتكلم ويتشدق كثيراً.
انصعقت المرأة وبهتت، فسكتت ليلاً.. وقالت وهي مطاطأة رأسها من الخجل: أيضاً هناك رجل آخر خطبني ولم أعطه ردي حتى هذا الرمق، وكلامك هذا قد يجعلني أتريث في تحديد مصيري!!
لم يكترث هذا المهاب، وقال: على العموم أنتظر ردك..!
خرج الرجل من هذا القصر (المشيد) وهو مبتسم، وهي ترسل من عينيها استفهامات إلى الهواء الطلق؟
شيء مهم لا بد من ذكره أن هذين الرجلين يتنافسان في أمر ما منذ زمن، خارج نطاق هذه السيدة.
وهي التي قد علمت بهذا التجابه، وهو ما يعد أمراً إيجابياً لها حتى تشاد من هو الأحق بها.
استمرت المعارك لفترة طويلة لامست نصف القرن - ينقص أو يزيد قليلاً - هذه الفترة الطويلة كان الرجل المهاب يتفوق بشكل كبير ولكنها كانت تمد حلوى (الفرص) للطرف الآخر.
وفي ليلة خريفية عاهدت السيدة نفسها على أن تكون ليلة الحسم، التقى الرجلان..
كان الرجل المهاب محاصرا بظروف سيئة منها اهترت سحنته، المهم توقع الغالبية وبعض هذه الغالبية جزم بانتصار الرجل الآخر.
نظرت المرأة إلى معصمها، إذ بالعقارب تلسع الساعة الثامنة والربع (وقت الموعد)، بدأت المعركة - ما الذي حدث؟
انتفض الفارس وشمر عن ساعديه وكشر عن أنيابه وأخرج سيفه من غمده، وقتل حلم المنافس (وتراقص) عليه..!
وعاد إلى مداره الذي لم يبرحه إلا زمناً قليلاً جداً.
وبعدها هنئ الجميع هذا النفر من الناس الذين أصبحوا من تلاحمهم كرجل واحد..
وبعد أن وضع «الدبلة» في بنصرها، تمتم وترنم ورتل الناس: مبروووووووك يا هلال.. تستاهل العاصمة.
سالم صالح الراجح - حائل