مهداة إلى وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي قدم الخير على الشر والفكر على السيف؛ فنجح في لمّ الشمل وتوحيد الصف، وكان الله في عونه..
سَجَعَتْ لَهَا وَرْقُ الحَمَامِ بُكُورَا
وَطَوى شَجَاهَا المُدْنَفَ المَأْسُورَا
لَوْلاكِ مَا كَانَ الهَدِيلُ مُفَجّعَاً
وَلَمَا جَثَا هَذَا الفُؤَادُ حَسِيرَا
إنْ رَاعَنِي صَوْتُ النَّعِيِّ فَإِنَّهَا
تُفْضِي إلَى خَيْطِ الحَيَاةِ حَرِيرَا
وَتَجَلُّدِي لِلْحَادِثَاتِ تَصَبُّرَاً
وَوَجَدّتُ خَيْرَ الأكْرَمينَ صَبُورَا
وَنَفَضْتُ مِنْ نَقْعِ الرُّكَامِ قَصِيدَتِي
وَعَلَوْتُ فِيهَا كَوَاكِبَاً وَبُدُورَا
وَمَضَى جَنَاحِي مِثْلَ سَهْمٍ نَافِذٍ
شَقَّ السَّمَاءَ وَكَشَّفَ المَسْتُورَا
بَلَغَ الزُّبَى حَتَّى انْتَهَى وَقُلُوبُهَا
مَلْأَى عَلَيَّ كَتَائِبَاً وَقُبُورَا
قَوْمِي هُمُ قَدْ أنْطَقُونِي جَاهِدَاً
أحْمِي ذِمَاراً دُونَهُمْ وَثُغُورَا
وَرَكِبْتُ كُلَّ أَصِيلَةٍ مُسْتَحْضِرَاً
إِرْثَ الجُدودِ كُلَيْبَهَا وَالزِّيرَا
وَتَبَخْتَرَتْ مِنْ أجْلِ عَيْنِ مُحَمَّدٍ
أكْرِمْ بهِ مُسْتَوْزَرَاً وَأَمِيرَا
قَدْ صُغْتُهَا وَاللهُ يَعْلَمُ أنَّنِي
مُسْتَنْفِرٌ يَبْغِي الكَمَالَ جَسُورَا
كَالعِقْدِ زَانَ مُحَمَّدٌ حَبَّاتِها
مَا كَانَ إلّا اللُؤْلُؤَ المَنْثُورَا
مِنْ نَايفٍ تَنْمَى عُرُوقُ خِصَالِهِ
مُتَأَجّجَاً فَوْقَ الدَّيَاجِيَ نُورَا
مَاذَا أقُولُ ونَايفٌ فِي مَوْكِبٍ
حَلَّ الجُفُون مَحَبَّةً وَحُضُورَا
فَكَأنَّهُ فِي غِيلهِ أُسْدُ الشَّرَى
مُتَبَخْتِرَاً مِنْ تَيهِهِ وَهَصُورَا
لَمْ يَنْبُ فِي كَفِّ الزَّمَانِ وَجَاوَزَتْ
شَفَرَاتُهُ كَبِدَ الدُّهُورِعُبُورا
أَمُحَمَّدٌ وَالمَجْدُ حَوْلكَ بَاذِخٌ
يَسْعَى إِلَيْكَ بِتَاجِهِ مَغْرُورَا
يَا سَيِّدِي طفْتَ الصِّحَارَ مُجَرَّدَاً
إلَّا مِنَ التَّقْوَى وَخُضْتَ بُحُورَا
أوْلَاكَ خَادِمُ بَيْتِهِ أمْنَ الوَرَى
فَحَمَلْتَ ثِقْلَ عُهُودِهَا مَنْصُورَا
فَتَعَمَّمَتْ بِالسِّلْمِ كُلُّ فِجَاجِهَا
وَغَدَا الرَّدَى فِي أرْضِهَا مَبْتُورَا
هَذِي صُقُورُكَ تَمْلَأُ الأَرْجَاءَ فِي
جَوْفِ الدُّجَى مُسْتَصْرَخَاً وَنَذِيرَا
وَمَضَتْ تُجَفِّفُ مَنْبَعَ الإرْهَابِ
مَلْحمةً وَقَدْ أغْرَتْ فَتَىً وغَرِيرَا
وَبَتَرْتَ أيْدِي العَابِثِينَ وَلَنْ تَرَى
غَيْرَ الشَّرِيعَةِ عُرْوَةً وَمَصِيرَا
يَا أيُّهَا البَطَلُ الّذِي يَرْقَى بِهَا
وَسَمَتْ يَدَاكَ مُبَرَّأً مَوْفُورَا
وَسَلَكْتَ حِلْمَ القَادِرِينَ تَكَرُّمَاً
وَالبَأْسُ بَيْنَ يَدَيْكَ صَاحَ مُغِيرَا
لَوْ كَانَ غَيْرُكَ سَلَّ فِيهِمْ صَارِمَاً
وَعثَا القَضَاءُ بِهِمْ وَغَىً وَفُجُورَا
لَكِنَّ سَيْفَكَ لَنْ يُتِمَّ بِأَهْلِهِ
حَتَّى وَإِنْ جَارَ الأَحِبَّةُ زُورا
وَمَسَحْتَ رَأْسَ يَتِيمِهِمْ وَنَصَحْتَهُمْ
بِلِسَانِ صِدْقٍ لَمْ يَكُنْ مَوْتُورَا
وَجَمَعْتَهُمْ شَمْلاً وَزُرْتَ عُرُوسَهُمْ
وَنَثَرْتَ وَرْدَاً فَوْقَهُمْ وَسُرُورَا
وَحَضَنْتَ تَائِبَهُمْ وَكُنْتَ لَهُمْ أخَاً
بَرّاً وَأَمْطَرْتَ الْلِقَاءَ حُبُورَا
أمُحَمَّدٌ وَعَليْكَ سَحَّ سَحَابُهَا
غَدَقَاً هَمَى فِينَا نَدَىً وَبشيرا
فَلَكَ الرِّضَا مَا أَرَّقَتْكَ البَاقِيَاتُ
الصَّالِحَاتُ تَهَجُّدَاً وَشُكُورَا
- عميد الموهبة والإبداع والتميز بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية